هذا الجزء الأخير من تاريخ الأدب العربى خاص بالجزائر والمغرب الأقصى وموريتانيا والسودان بدأته بالحديث عن الجزائر وجغرافيتها وتاريخها القديم أيام الفينقيين والرومان والوندال والبيزنطيين وولاتها أيام الدولتين الأموية والعباسية وتبعية القسم الشرقى منها لتونس أيام الدولة الأغلبية وتأسيس الخوارج الإباضيين للدولة الرستمية فى تاهرت، وأسس إدريس الحسنى دولة الأدراسة فى فاس، وقضت الدولة العبيدية على الدول الثلاث: الأدارسة والرستمية والأغلبية، واتخذت القيروان عاصمة لها ثم المهدية. ويتحول المعز العبيدى بتلك الدولة إلى القاهرة وتشتهر باسم الدولة الفاطمية وينيب عنه فى تونس والبلاد المغربية بلكين الصنهاجى، وجعلها وراثية فى أبنائه، وتتطور الظروف ويعلن المعز بن باديس حفيده استقلاله بالمغرب وتونس وإسقاط الدعوة العبيدية من بلاده، فيسلط عليه الخليفة الفاطمى المستنصر أعراب بنى هلال وبنى سليم النازلين بشرقى الصعيد، وكانوا نصف مليون أو يزيدون، فزحفوا على ليبيا وتونس، واستولوا على القيروان وغيرها من المدن، وأهلكوا الحرث والنسل. وكان حماد بن بلكين عم المعز بن باديس استقل فى بجاية شرقى الجزائر واستطاع أبناؤه أن يداوروا بنى هلال وتسلم لهم دولتهم إلى أن قضى عليها عبد المؤمن زعيم الموحدين، وأسس أحد ولاة دولته الدولة الحفصية فى تونس وشرقى الجزائر. وفى نفس التاريخ قامت دولة بنى عبد الواد أو بنى زيان فى تلمسان وغربى الجزائر، وتتدهور الدولتان منذ أوائل القرن العاشر الهجرى ويستولى الإسبان على مدن متعددة، فى الساحل الجزائرى، شرقية وغربية، ويغضب للجزائر بطلان تركيان من رجال البحر هما عروج وخير الدين. وتحرّر الساحل الجزائرى فيما عدا مدينتى المرسى الكبير ووهران، وتتحرر مدينة المرسى الكبير سريعا، وتبعت الجزائر الدولة العثمانيّة وظلت تابعة لها إلى أن احتلتها فرنسا سنة ١٢٤٦ هـ/١٨٣٠ م.
وتنزل الجزائر-مع أهلها من البربر-عناصر من أجناس آسيوية وإفريقية وأوربية: فينيقية. وقرطاجية ورومانية ويهودية وألمانية من الوندال وبيزنطية ثم حملة مشاعل الدين الحنيف من