النابغة من قبيلة ذبيان الغطفانية القيسية، إذ تنتسب إلى بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان، وإلى بغيض تنتسب أيضا قبيلة عبس. ومن أهم عشائر ذبيان وبطونها بنو فزارة وبنو مرّة وبنو أشجع وبنو سعد، ومن فزارة بنو مازن وبنو بدر، وفيهم كانت رياسة فزارة فى الجاهلية، منهم حذيفة بن بدر وأخوه حمل، ومن بنى مرة بنو عبد الله بن غطفان وبنو سهم وبنو صرمة وبنو خصيلة وبنو نشبة وبنو يربوع عشيرة النابغة. وسيدا بنى مرة غير مدافعين هرم بن سنان والحارث بن عوف ممدوحا زهير بن أبى سلمى.
وتظهر قبيلة ذبيان وعشائرها على مسرح التاريخ الجاهلى مع حرب داحس والغبراء التى نشبت بينها وبين أختها عبس واستمرت فيما يقول الرواة نحو أربعين عاما امتدت فيما يظن من سنة ٥٦٨ إلى سنة ٦٠٨ للميلاد. ومرّ بنا أن السبب فى نشوبها سباق داحس والغبراء، وكان داحس جوادا لقيس بن زهير سيد بنى عبس، وكانت الغبراء فرسا لحمل بن بدر سيد بنى فزارة. وسبق داحس إلا أن الفزاريين أقاموا له كمينا فى نهاية الشوط نفرّه عن غايته، فسبقته الغبراء. واستشاط قيس غضبا، وطلب الرهان، وبعث حمل ابنه يطلب منه الرهان المضروب- وقتله قيس. فاستعرت نيران الحرب بين القبيلتين، واشترك فيها أحلافهما، فكان مع عبس بنو عامر، وكان مع ذبيان بنو تميم وبنو أسد، ودارت سلسلة معارك طاحنة، من أهمها يوم المريقب وكان لعبس على ذبيان، وفيه قتل عنترة ضمضما أبا حصين المرى والحارث بن بدر. وممن قتل فيه أيضا عوف بن بدر، ويوم ذى حسى وكان لذبيان على عبس، ويوم جفر الهباءة وكان لعبس