للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واهتمت كتب التاريخ والتراجم بشعراء الشام بعد زمن العماد فى أيام الأيوبيين والمماليك والعثمانيين، وفى مقدمتها وفيات الأعيان لابن خلكان وفوات الوفيات لابن شاكر الكتبى والوافى بالوفيات للصفدى ومطالع البدور للغزولى والدرر الكامنة لابن حجر والضوء اللامع للسخاوى وريحانة الألبا للخفاجى ونفحة الريحانة للمحبى وسلك الدرر للمرادى. فكل هذه الكتب تحمل عشرات من شعراء الشام فى حقب وأزمنة مختلفة، وكثير من نابهيهم فى تلك الأزمنة والحقب أيام الأيوبيين ومن بعدهم لهم دواوين مطبوعة مثل ديوان ابن الساعاتى والصاحب شرف الدين الأنصارى وأيدمر المحيوى والشاب الظريف وأبيه عفيف الدين التلمسانى وابن الوردى وابن النقيب الدمشقى، وتموج رفوف المكتبات فى العالمين العربى والغربى بدواوين كثيرة لشاميين لا تزال مخطوطة.

[٣ - شعر دورى-رباعيات-موشحات-بديعيات-تعقيدات]

[(ا) الشعر الدورى]

منذ ابتدع الشعراء فى العصر العباسى الأول الشعر المزدوج الذى يتكون من شطرين متقابلين، وتتوالى فيه الشطور المتقابلة، والشعراء يكثرون منه فى جميع الأقاليم الإسلامية، وهيأ ذلك لظهور أنماط مختلفة من الشعر الدورى الذى تتكون فيه القصيدة من أدوار متعاقبة، ويغلب أن يكون كل دور بيتين، وتقل الأدوار وتكثر حسب رغبة الشاعر. وتفرّع عن هذا النمط من قديم عند أبى نواس وأضرابه نمط المسمطات وعادة يتكون الدور فيه من أربعة شطور يليها شطر خامس تتحد قافيته فى كل الأدوار، بينما تتنوع القوافى فى الشطور الأربعة السابقة له من دور إلى دور، وكأن الشطر الخامس بقافيته المكررة ياقوتة فى عقد تلتقى عندها أسلاكه المختلفة، وتسمى هذه القافية المكررة عمود القصيدة. وكلما تقدمنا فى العصر كثرت هذه المسمطات، وهى قد تكون رباعية بمعنى أن قافية الشطر الرابع هى المكررة، وقد تكون خماسية كما ذكرنا، وقد تكون سباعية أو تساعية، وممن عنى بالنظم فيها أسامة بن منقذ ففى ديوانه منها أربعة مسمطات خماسية، ومن قوله فى أحدها (١):


(١) ديوان أسامة بن منقذ (طبع المطبعة الأميرية بالقاهرة) تحقيق الدكتور أحمد بدوى والدكتور حامد عبد المجيد ص ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>