للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى جدى وهزلى وتحدث عن موضوعات الشعر العربى ونوه بالشريف الرضى ومهيار وابن خفاجة، كما تحدث عن الأساليب الشعرية ونوه بابن المعتز والبحترى والمتنبى وأبى تمام وابن الضحاك وأبى سعيد المخزومى ويقول إن وظيفة الناقد صعبة وإنه تصعب المفاضلة بين الشعراء إلا إذا كانوا ممتازين ولكل منهم امتيازه وتفرده الواضح. وحازم يختتم النشاط النقدى فى الأندلس، فلم يظهر فيها بعده ناقد كبير.

[٤ - علوم القراءات والتفسير والحديث والفقه والكلام]

أخذ المؤدبون فى الأندلس يحفّظون الناشئة سورا من القرآن الكريم منذ استقر المسلمون هناك، ومرّ بنا أنه كان من أوائل هؤلاء المؤدبين الغازى بن قيس الذى كان يؤدب الناشئة قبل دخول عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس سنة ١٣٨ للهجرة وذكرنا أنه رحل إلى المشرق طلبا للعلم وقد أخذ عن نافع مقرئ أهل المدينة وأحد القراء السبعة المشهورين قراءته، وهو أول من أدخلها-كما يقول الزبيدى-إلى الأندلس، وكان ابنه عبد الله يقرئ بها-بعده-الناشئة والناس، وكان يعاصر عبد الله بن الغازى أبو عبد الله محمد بن عبد الله مؤدب أبناء الحكم الربضى (١٨٠ - ٢٠٦ هـ‍) ويقول الزبيدى إن له رحلة إلى المشرق أخذ فيها عن ورش عثمان بن سعيد القبطى الأصل المصرى تلميذ نافع قراءته، وأخذت تشيع هذه القراءة فى الأندلس كما أخذت تشيع فى المغرب عن طريق تلاميذ آخرين لورش، ولا تزال شائعة فيه إلى اليوم. ومن حين إلى آخر طوال العصر يلقانا من اشتهروا بهذه القراءة مثل عبد الله (١) بن محمد القضاعى الذى كان يقرئ الناس بقراءة ورش فى عهد الحكم المستنصر (٣٥٠ - ٣٦٦ هـ‍) حتى توفى سنة ٣٧٨. وما نكاد نصل إلى نهاية القرن الرابع وأوائل الخامس حتى نجد نفرا من الأندلسيين يأخذون القراءات-وخاصة القراءات السبع-عن المشارقة ويحاولون التأليف فيها مقتدين بهم فى ذلك إذ نجد بقرطبة مؤلفا كبيرا فى القراءات هو أبو عمر (٢) الطلمنكى المولود سنة ٣٤٠ وقد رحل إلى المشرق فأخذ القراءات عن أئمتها فى الشام


(١) طبقات القراء ١/ ٤٥٦.
(٢) انظر فى الطلمنكى النشر فى القراءات العشر لابن الجزرى ١/ ٧١ وكتابه طبقات القراء ١/ ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>