للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثالث

الشعر

[١ - كثرة الشعر والشعراء المخضرمين]

تزخر كتب الأدب والتاريخ بما نظم من أشعار فى صدر الإسلام، وهى أشعار كثيرة، نلقاها فى كل ما يصادفنا من أحداث العصر، فليس هناك حدث كبير إلا ويواكبه الشعر ويرافقه، وكان أكبر الأحداث دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، وهى دعوة اضطرته إلى حمل السيف للذياد عنها، وانقسم العرب بإزائها مؤمنين ومشركين فكان هناك من آمنوا وحسن إيمانهم ومن وقفوا يدافعون عن الدين القديم ويصدّون عن سبيل الله، وكل ذلك نجده ماثلا على ألسنة الشعراء. واستقام أمر الإسلام فى الجزيرة، غير أن أقواما ارتدوا لعهد أبى بكر، فحاربهم ومثّل الشعر هذه الحرب، ثم كانت الفتوح، فانطلق العرب يحملون مشاعل الإسلام إلى العالم وهم ينشدون أناشيد الجهاد. وتلت ذلك فتنة عثمان وحروب على وطلحة والزبير وعائشة من جهة وحروب على ومعاوية من جهة ثانية، فعلت أصوات الشعراء وتصايحوا بأشعارهم فى كل مكان.

ومضى كثيرون ينظمون فى هذا العصر لامع الأحداث، بل مع أنفسهم وقبائلهم مستضيئين إلى حد كبير بالإسلام وهديه الكريم. فالشعر لم يتوقف ولم يتخلف فى هذا العصر، وهذا طبيعى لأن من عاشوا فيه كانوا يعيشون من قبله فى الجاهلية وكانوا قد انحلت عقدة لسانهم وعبرّوا بالشعر عن عواطفهم ومشاعرهم، فلما أتمّ الله عليهم نعمة الإسلام ظلوا يصطنعونه وينظمونه. واقرأ فى كتب الأدب والتاريخ مثل الأغانى والطبرى وسيرة ابن هشام وكتب الصحابة مثل الإصابة والاستيعاب فستجد الشعر يسيل على كل لسان، واقرأ فى

<<  <  ج: ص:  >  >>