جاءت فيه أحرف غريبة من لغات القبائل، إذ كان الرسول يخاطب بعض وفودهم بلغاتهم، وبقيت من ذلك آثار مختلفة كحديثه المشهور الذى أبدل فيه أل بأم كما يصنع بعض العرب من حمير إذ قال:«ليس من امبرّ امصيام فى امسفر»، أى ليس من البر الصيام فى السفر. ومن أجل هذا وأمثاله ألف العلماء فى غريبه كتبا، من أهمها كتاب غريب الحديث للقاسم بن سلام.
ومن تأثيره أيضا نشأة الكتابة التاريخية لا فى السيرة النبوية فحسب، بل أيضا فى تراجم المحدّثين للحكم لهم أو عليهم فيما نقل عنهم. ومن غير شك هو السبب فى أن المسلمين أشد الأمم عناية بتواريخ رجالهم على نحو ما نعرف فى مثل طبقات ابن سعد وأسد الغابة والإصابة والاستيعاب وميزان الاعتدال للذهبى.
فالحديث هو الذى فتح باب الكتابة التاريخية وهيّأ لظهور كتب الطبقات فى كل فن. وهذا غير ما نشأ عنه من علوم الحديث وغير مشاركته فى علوم التفسير والفقه، مما بعث على نهضة علمية رائعة.