للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباطن السابق الظاهر هو المسبوق ... والكل واحد فكن أعلى من العيّوق

واخرج عن الكل أنت الكل يا معتوق ... أما الجميع هو الخالق أو المخلوق

فليس فى الكون إلا وجود واحد هو وجود الله المتمثل فى جميع مخلوقاته، أو بعبارة أخرى هى وحدة وجود تغمر الكون كله.

ومعروف أن القوما اخترعها المغنون والمنشدون ببغداد لإيقاظ الناس كى يتناولوا سحورهم استعدادا للصوم، وكانوا يختتمون كل بيتين منها أو دور بكلمة «قوما للسحور» ومن هنا أخذت اسمها وشاعت فى البلدان العربية. أما الكان وكان فقد اخترع البغداديون وزنه لنظم الحكايات والخرافات وأحداث التاريخ، ثم اتسعوا به فنظموا فيه المواعظ والزهديات والحكم كما مر بنا فى قسم مصر. ولابن الوردى المتوفى سنة ٧٤٩ منظومة (١) منه صور فيها أحداث وباء الطاعون الذى امتحنت به الشام ومصر سنة وفاته. وفى ديوان عبد الغنى النابلسى منظومة صوفية منه فى عشرين (٢) بيتا تصور عقيدته فى وحدة الوجود. وحرى بنا أن نتحدث بكلمة مجملة عن أبى العلاء بن مقاتل الزجال.

أبو (٣) العلاء بن مقاتل

هو على بن مقاتل الحموى ولد سنة ٦٧٤ بحماة، ويقول ابن حجر إنه «تعانى الأدب فتعلم الشعر قليلا، وغلب عليه نظم الأزجال فاشتهر بها، وأزجاله فى ديوان مفرد فى مجلدين. . وكان هذا الفن قد انتهى إليه فى زمنه. . وكانت وفاته فى أوائل سنة ٧٦١» ويذكر ابن حجر أن له زجلا مشهورا فى الملك المؤيد صاحب حماة (٧١٠ - ٧٣٢) أنشده إياه وعنده ابن نباتة والصفى الحلى. وكان الصفى قد نزل حماة ومدح المؤيد وابنه الأفضل فى أواخر العقد الثانى وأوائل الثالث من القرن الثامن. ويشيد به ابن حجة الحموى فى خزانته قائلا: «وكان الشيخ علاء الدين بن مقاتل إذا ذكر الزجل كان ابن بجدته وأبا عذرته، وممن سلّمت إليه مقاليد هذا الفن. وأورد الشيخ صلاح الدين الصفدى نبذة من غرر أزجاله فى تذكرته وتاريخه تغنى عن الإكثار فى ترجمته». وينشد الحموى زجله المشهور آنف الذكر وهو يستهله على هذا النمط:


(١) تتمة المختصر فى أخبار البشر لابن الوردى ٢/ ٣٠٢
(٢) ديوان الحقائق للنابلسى ص ٣٥٦.
(٣) انظر فى أبى العلاء بن مقاتل وأزجاله خزانة الأدب للحموى ص ٤٧، ٥٠، ١٧٦ والدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة لابن حجر ٣/ ٢٠٨ وأنشد النواجى له فى كتابة عقود اللآل ستة أزجال (انظر الفهرس)

<<  <  ج: ص:  >  >>