للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصفى (١) الدين بن الهندى المتوفى بدمشق سنة ٧١٥ لقيامه بنصرة المذهب الأشعرى، ويقول:

إنه كان من أعلم الناس بمذهبه وأدراهم بأسراره، ويذكر من تصانيفه فى نصرة المذهب كتابه «زبدة الكلام» ويذكر له بجواره كتابا فى الأصول هو «نهاية الوصول فى دراية الأصول». .

وظلت نصرة الشافعية لمذهب الأشعرى على مدار السنين فى أيام المماليك والعثمانيين.

[٥ - التاريخ]

نشطت دمشق والشام فى كتابة التاريخ بجميع صوره من السير المفردة وتاريخ المدن وتاريخ الدول أو دولة معينة والتراجم أو كتب الطبقات. ونبدأ حديثنا بالسير المفردة، وأولها سيرة الرسول صلّى الله عليه وسلم الزكية، وأول شامى ندب نفسه للكتابة فيها أبو (٢) زرعة عبد الرحمن بن عمرو شيخ الشام المتوفى سنة ٢٨٢ وله بجانبها كتاب عن تاريخ الخلفاء الراشدين، سقط مثل السيرة النبوية من يد الزمن. وعنى بعض الشاميين بالكتابة فيها ولم تصلنا كتاباتهم، مثل السيرة النبوية لابن أبى طى المتوفى سنة ٦٣٠. ونلتقى فى أيام العثمانيين بشمس الدين الدمشقى محمد (٣) بن يوسف المتوفى سنة ٩٤٢ وله سيرة نبوية تسمى السيرة الشامية جمعها من نحو ٣٠٠ كتاب، وتعنى مصر بإخراجها الآن. وصنّف نور الدين الحلبى المولود بمصر السيرة الحلبية، ومر ذكرها فى حديثنا عن التاريخ بقسم مصر، وهى مطبوعة. ونلتقى بثلاث سير أو تراجم شخصية صور أصحابها فيها حياتهم، وأول ما يلقانا منها كتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ المتوفى سنة ٥٨٤ وهو يصور فيها حياة الشاميين وحملة الصليب لزمنه، نشرها فيليب حتى وكان قد نشرها قبله ديرنبورج. ولأبى شامة المقدسى المتوفى سنة ٦٦٥ ترجمة شخصية بقلمه أودعها كتابه «ذيل الروضتين» وبالمثل لابن طولون الصالحى المذكور بين الجغرافيين المتوفى سنة ٩٥٣ ترجمة شخصية بعنوان «الفلك المشحون فى أحوال محمد بن طولون» وهى مطبوعة بدمشق.


(١) راجع فى صفى الدين طبقات السبكى ٩/ ١٦٢ والوافى بالوفيات ٣/ ٢٣٩ والدرر لابن حجر ٤/ ١٣٢ ومرآة الجنان ٤/ ٢٧٢ والشذرات ٦/ ٣٧ والبدر الطالع ٢/ ١٨٧
(٢) انظر فى أبى زرعة النجوم الزاهرة ٣/ ٨٧ وقارن بالجزء ١/ ١٢٨ وتاريخ ابن عساكر ٧/ ٢٧٤ وابن حجر فى التهذيب ٢/ ٥٥. وراجع بروكلمان ٣/ ٢١
(٣) انظر فى شمس الدين الشذرات ٨/ ٢٤٩

<<  <  ج: ص:  >  >>