المقابل لإفريقيا ثم خرائط لسواحل البحر الأسود والساحل الجنوبى لآسيا الصغرى والشام ومصر وخريطة لليونان وجزر الأرخبيل وكريت وساحل إفريقيا المقابل لها، وخريطة لبرقة وطرابلس وتونس. وفى أوكسفورد خريطة للعالم رسمها أحد أبناء الأسرة سنة ٩٧٩ هـ/١٥٧١ م. ويذكر كراتشكوفسكى خريطة للعالم لأحد أبناء الأسرة سنة ٩٨٦ هـ/١٥٧٩ م. وكان آخرهم محمد بن على الشرفى الصفاقسى وله خريطة للعالم رسمها سنة ١٠٠٩ هـ/١٦٠٠ م. وتدل هذه الخرائط على أن خريطة الإدريسى تحولت عند هذه الأسرة إلى أطالس وخريطة حائطية، وهو بلا ريب عمل جغرافى جليل لتونس.
٣ - علوم اللغة والنحو والبلاغة والنقد (١)
مرّ بنا حديث عن نشأة علوم اللغة والنحو بالقيروان وأنها اعتمدت على بعض رواة اللغة والشعر مثل أمان بن الصمصامة بن الطرماح، كما اعتمدت على بعض نحاة كوفيين وافدين مثل قتيبة الجعفى وعياض بن عوانة، وسرعان ما ظهر جيل قيروانى خالص يعنى باللغة والشعر مثل أبى محمد عبد الله بن محمود المكفوف المتوفى سنة ٣٠٨ هـ/٩٢٠ م وأصله من سرت بليبيا، ويقول القفطى: «كان من أعلم خلق الله تعالى بالعربية والغريب والشعر وتفسير المشروحات وأيام العرب وأخبارها ووقائعها. . وله كتب كثيرة أملاها فى اللغة والعربية والغريب، وله كتاب فى العروض يفضله أهل العلم على سائر الكتب المؤلفة فيه لما بيّن فيه وقرّب، وعليه قرأ الناس المشروحات، وإليه كانت الرحلة من جميع إفريقية والمغرب، وله أشعار فصيحة وأراجيز غريبة، وله كتاب فى شرح صفة أبى زبيد الطائى للأسد جوّد فيه وحسّنه. وكان يعاصره عبد الملك بن قطن المهرىّ القيروانى شيخ أهل اللغة والعربية وراوى القوم وعميدهم ورئيسهم كما يقول القفطى وكان من أحفظ الناس لأنساب العرب وأشعارهم ووقائعهم وأيامهم، وكانت الأشعار المشروحة تقرأ عليه مجردة من الشرح فيشرحها ويفسر معانيها، فلما دخلت هذه الأشعار مشروحة إلى القيروان نظر طلبة العلم من العربية فيها فلم يجدوا فى شرحه خلافا لما قال أصحاب الشروح ولا وجدوا عليه فى روايته وشرحه اللغوى شيئا من الخطأ، وهو
(١) راجع فى تراجم هذه الموضوعات طبقات النحويين واللغويين للزبيدى وإنباه الرواة للقفطى ومعجم الأدباء لياقوت وانظر فى عبد الدائم بن مرزوق بغية الملتمس للضبى والصلة لابن شكوال وراجع الأنموذج لابن رشيق فى المنوه بأشعارهم منهم وكذلك ابن الأبار فى الحلّة السيراء وابن عذارى فى البيان المغرب وانظر المؤلفات المذكورة للحصرى وابن شرف وابن رشيق فى تراجمهم وراجع كتابنا المدارس النحوية فى ابن عصفور ومراجعه.