للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الأول

الإسلام

[١ - قيم روحية]

تدل كلمة الإسلام باشتقاقها اللغوى على معنى الخضوع والانقياد، وقد تردّدت فى القرآن الكريم بهذا المعنى فى مثل: {(وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ)} {(وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ).} ومن ثمّ أطلقت علما على ديننا الحنيف فى قوله تبارك وتعالى: {(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)} وهو دين لسعادة الناس كافة، دين يكمل الديانات السماوية السابقة ويسيطر على كل ما جاء به الرسل، يقول جلّ شأنه:

{(وَما أَرْسَلْناكَ إِلاّ كَافَّةً لِلنّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً)، } ويقول: {(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)} ويقول: {(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)} ويقول: {(وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ).}

فالإسلام هو الشريعة الإلهية الأخيرة التى تفرض سلطانها على كل ما سبقها من شرائع سماوية. وهو يقوم على ركنين أساسيين هما: العقيدة والعمل.

وتسمى العقيدة بالإيمان من الأمن بمعنى طمأنينة النفس وتصديقها بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وأهمّ أصل فى العقيدة الإسلامية الإيمان بوحدانية الله، يقول سبحانه وتعالى: {(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)} فلا عبودية لغير الله من أوثان وأحجار وكواكب، وهو ليس إله قبيلة ولا إله شعب بعينه ولا إله نور أو ظلام بل هو {(رَبِّ الْعالَمِينَ)} رب كل شئ فى الكون وخالقه {(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)} {(لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ}

<<  <  ج: ص:  >  >>