للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).} قد أحاط علمه بكل ما فى الكون {(وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ).}

وعلى مثال علمه الواسع قدرته التى؟ ؟ ؟ على كل ما فى العالم وتقبض على زمامه {(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)} {(وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).} وهو مع قدرته وسلطانه وعقابه للمذنبين الآثمين رحيم بعباده، يقول سبحانه {(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)} {(كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).} وتقترن بالرحمة فى القرآن الكريم المحبة التى يفيضها على عباده مستشعرين لجلاله وكماله المطلق {(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)} {(فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ).} ودائما تصحب محبة الله الدعوة إلى العمل الصالح والنهى عن العمل الخبيث {(فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)} {(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)} {(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)} {(وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)} {(وَاللهُ لا يُحِبُّ الظّالِمِينَ).} ومن محبة الله للناس ورحمته بهم أن اصطفى لهم من خلقه أنبياء يوحى إليهم بما فيه سعادتهم فى الدارين الأولى والآخرة {(رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ).} وعلى الناس أن يؤمنوا بما جاءوا به من كتب سماوية، خاتمتها الذكر الحكيم {(قُولُوا آمَنّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).}

ووراء هذا العالم المادى الذى نشاهده عالم غيبىّ، به نوعان من الأرواح خيّر وشرير، والخيّر هو الملائكة الذين يتنزّلون بالوحى على قلوب الرسل {(إِنّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ)} {(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ).} وهؤلاء الملائكة ينصرون المؤمنين ويستغفرون لهم ربهم ويتوفّونهم ويكتبون أعمالهم {(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ).} أما الأرواح الشريرة فهى الشياطين المطرودون عن الملأ الأعلى، وهم ينفثون غوايتهم فيمن ضلّوا عن الصراط المستقيم {(وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ)} {(وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنّاها لِلنّاظِرِينَ وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ).}

<<  <  ج: ص:  >  >>