للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتتلمذ على بعض شيوخ البصرة وعاد إلى موطنه وتعاقد مع الأمير محمد بن سعود، كما مر فى الفصل الماضى، على نشر عقيدته. وهى ليست عقيدة جديدة بل هى عقيدة أهل السنة من السلف وإمامهم ابن حنبل وأشهر من ساروا على دربه ابن تيمية. وكان ابن عبد الوهاب ينشر دعوته فى محاضراته ومؤلفاته. ومرّ بنا كتاب التوحيد، ومجموعة التوحيد ومنها رسالة كشف الشبهات ومختصر زاد المعاد لابن قيم الجوزية تلميذ ابن تيمية وكتاب الكبائر ومعرفة العبد ربه ودينه ونبيه والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وكتاب المسائل وكتاب الثلاثة الأصول فى معرفة الله ودين الإسلام والرسول إلى غير ذلك من مصنفات بث فيها دعوته الوهابية. وتوالت بعده فيها مصنفات كثيرة منها: جواب أهل السنة النبوية فى نقض كلام الشيعة والزيدية لعبد الله ابنه، ولسليمان بن عبد الله تيسير العزيز الحميد فى شرح كتاب التوحيد. واتسع التأليف فى الدعوة مبكرا وراء نجد، إذ نجد محمد بن على الشوكانى اليمنى يؤلف فيها كتابه نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخيار.

[٥ - التاريخ]

نشطت كتابة التاريخ فى الجزيرة العربية كما نشطت فى كل بلد عربى، ونبدأ بالحديث عن هذا النشاط فى الحجاز، ومن أهم ما يلقانا عن مكة كتاب الأزرقى «أخبار مكة» وهو كتاب مبكر. وأهم المصنفات التى تلقانا عنها فى هذا العصر مصنفات الفاسى (١) أبى الطيب محمد بن أحمد الحسنى المولود بمكة سنة ٧٧٥ وفيها نشأ وتكوّن علميا حتى أصبح من علمائها الأفذاذ، وسرعان ما تحول مدرسا يفيد الطلاب من علمه. وتقلد منصب شيخ الحرم المكى إلى أن توفى سنة ٨٣٢ وعنى بتاريخ مكة، فصنف فيها كتابه «شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام» فى مجلدين، وهو مطبوع، وأهم منه كتابه «العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين» الذى نرجع إليه، وهو فى ثمان مجلدات، افتتحها بالحديث عن مكة تاريخيّا وجغرافيّا ثم أجمل السيرة النبوية، وأتبعها بالتراجم حتى عصره مبتدئا بالمحمدين، ولم يترك حاكما ولا عالما ولا مؤذنا ولا مجاورا بمكة ولا شاعرا إلا أسهب فى الترجمة له،


(١) انظره فى الضوء اللامع ٧/ ١٨ والشذرات ٧/ ١٩٩ ومقدمة كتابه «العقد الثمين» وقد ترجم لنفسه فيه انظر ١/ ٣٣١

<<  <  ج: ص:  >  >>