ويدفعه شيطانه إلى الاستعانة ضده بأملريك والصليبيين، ويحاصرون شيركوه فى بلبيس يضطرون إلى رفع الحصار عائدين إلى بيت المقدس. ويخرج شيركوه من مصر، فيعظم بغى شاور وطغيانه، فيستنجد العاضد بنور الدين سنة ٥٦٢، ويرسل ثانية شيركوه وصلاح الدين، فيستنجد شاور بأملريك، ويلبّيه، وتدور عليه الدوائر، ويخرج على وجهه هو وجنوده من القاهرة، ويخرج أيضا شيركوه وصلاح الدين إلى الشام. ولا يلبث الصليبيون أن يعودوا لامتلاك مصر ويقدم أسطول صليبى إلى تنّيس ويعظم الخطب. ويستصرخ العاضد وشاور نور الدين، فيرسل إليهما عسكرا بقيادة شيركوه وصلاح الدين سنة ٥٦٤ ويستنقذان مصر من الصليبيين وشاور جميعا. ويتولى شيركوه الوزارة للعاضد شهورا، ويتوفى فيخلفه صلاح الدين، ويكتب إليه نور الدين مرارا يأمره بتحويل الخلافة فى مصر من الفاطميين إلى العباسيين. وتصادف أن مرض العاضد مرض الوفاة، وفى أثناء ذلك صدع صلاح الدين بمشيئة نور الدين، فأقام الخطبة لبنى العباس فى أول المحرم سنة ٥٦٧ ولم تمض إلا أيام حتى توفى العاضد فى يوم عاشوراء. وبذلك انتهى أمر الفاطميين وحكمهم للديار المصرية.
(ب) الأيوبيون (١)(صلاح الدين)
اتفق المؤرخون على أن الأيوبيين أسرة كردية أصلها من بلدة دوين فى آخر إقليم أذربيجان وبها ولد شاذى جد صلاح الدين وأبوه أيوب وعمه شيركوه، وقد هاجروا منها إلى بغداد، ولم يلبث أيوب أن أصبح حافظا لقلعة تكريت، والتحق شيركوه بعماد الدين زنكى، وتحول أيوب إلى العمل مع حاكم دمشق، بينما ظل شيركوه عند زنكى ولما توفى عمل مع ابنه نور الدين وحدث أن حاصر عسكر نور الدين دمشق بقيادة شيركوه بينما كان أخوه أيوب على رأس حاميتها، واتفق الأخوان على تسليمها لنور الدين، فعين أيوب حاكما عليها، وأقطع شيركوه حمصا، وقربه منه. فلما استنجد شاور والعاضد بنور الدين أرسل إليهما عسكرا بقيادة شيركوه
(١) انظر فى الأيوبيين وصلاح الدين تاريخ ابن الأثير وابن خلدون ومفرج الكروب لابن واصل والروضتين وذيل الروضتين لأبى شامة وخطط المقريزى والسلوك الجزء الأول ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزى والجزءين السادس والسابع من النجوم الزاهرة وبدائع الزهور لابن إياس وسيرة صلاح الدين لابن شداد والفيح القسى فى الفتح القدسى والبرق الشامى للعماد الأصبهانى وابن خلكان فى تراجم صلاح الدين وسلاطين الدولة وتاريخ الشعوب الاسلامية لبروكلمان ص ٣٥٠ عدا ما كتب عن صلاح الدين والحروب الصليبية حديثا فى العربية واللغات الأجنبية.