للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد (١) بن عبد الله العطار

هو محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن العطار، هكذا نقلا عنه فى آخر ديوانه النبوى الذى سماه: «نظم الدرر فى مدح سيد البشر» وسماه أيضا: «الورد العذب المعين فى مولد سيد الخلق أجمعين» والاسم الأول هو الذى اشتهر به الديوان لأنه أخف وأطرف، وجاء فى ختامه: «كان الفراغ منه ضحوة يوم الجمعة الثانى من شعبان سنة ست وتسعين وستمائة ما عدا أربع قصائد، فإنها تقدمت على إنشائه أودعتها فيه، وذلك بمدينة الجزائر، جزائر بنى مزغنة من أقصى إفريقية من أرض متيجة». ومتيجة هى الإقليم الذى تقع فيه مدينة الجزائر. وبذلك يكون قد فرغ من نظم هذا الديوان النفيس بمدينة الجزائر سنة ٦٩٦ هـ‍/١٢٩٧ م ويقول المقرى: «ليس هو بابن العطار المشرقى الذى كان معاصرا لابن حجة الحموى [المتوفى سنة ٨٣٧ هـ‍/١٤٣٣ م] فإن ذلك متأخر عن هذا. . وهذا مغربى وذلك مشرقى فلم يتفقا لا فى زمان ولا فى مكان سوى فى اشتراكهما بابن العطار». ويذكر المقرى-وتبعه فى ذلك الحفناوى-أن محمد بن أحمد بن الأمين الآقشهرى روى الديوان عن ناظمه ابن العطار وأنه قرأه عليه قراءة ضبط وتصحيح ورواية مقابلة بأصله بموضع الحكم فى مدينة الجزائر فى ذى القعدة أواخر عام سبعة وسبعمائة. ويدل هذا النص على أن ابن العطار كان فى سنة ٧٠٧ هـ‍/١٣٠٨ م قاضيا بمدينة الجزائر. وقد اطلع المقرى على ديوانه، وجاءنا منه ببعض روائعه، بادئا بتسديس، وقوافيه تكون عادة بعدد الحروف الهجائية، ولكل حرف أربع شطور، يليهما شطران ينتهيان بحرف يلتزم فيهما بكل دور كقوله فى تسديس له (٢):

صلّوا على البدر المنبر الأكمل ... صلّوا على الرّوض البهىّ الأجمل

صلوا على الهادى النبىّ الأحفل ... المصطفى الأرقى لأنزه محفل

فيه تقدّم وحده تقديما ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما

وهو يقول صلوا على البدر المنير الكامل والروض البهىّ العاطر الهادى لأمته الحانى عليها والمحتفى بهداها، المصطفى الذى صعد به ربه لأنزه وأروع مقام-تقدم فيه وحده دون الرسل جميعا يناجى ربه؟ ؟ ؟ ، صلّوا عليه وسلّموا تسليما. والشطر الأخير يكرر فى كل دور مع شطر منته بالميم محدثا رنينا صوتيّا بديعا للتسديس. ويذكر المقرى للعطار تسديسا ثانيا، نذكر منه هذا الدور:


(١) انظر فى ترجمة العطار نفح الطيب للمقرى (طبعة د. إحسان عباس) ٧/ ٤٨٠ وما بعدها وكتاب تعريف الخلف لأبى القاسم الحفناوى ٢/ ٥٥٠.
(٢) نفس المرجعين السابقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>