للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلّوا على من قد تنامى فخره ... صلّوا على من قد تعاظم قدره

صلّوا على من قد تأرّج نشره ... صلّوا على من قد تناسق درّه

عقد السّناء لمجده إكليلا ... صلوا عليه بكرة وأصيلا

وهو يقول صلوا على من فخره لا يقف عند حد بل كل يوم فى نمو وازدياد لمحبة الخلق له ومحبة ربه. صلوا على من يتعاظم قدره عند الناس وعند الذات العلية. صلوا على من عطره يفوح من كل جانب، ومن لآلئ تعاليمه تطرد لأتباعه فى أنساق محكمة، وقد عقد له الشرف والمجد تاجا عظيما، صلوا عليه بكرة وأصيلا. ويختم بهذا الشطر كل دور مع شطر لامى قبله. ويبثّ العطار فى قصيدة له حنينا ظامئا إلى زيارة يثرب والرسول الكريم منشدا:

أهدت لنا طيب الروائح يثرب ... فهبوبها عند التنسّم يطرب

رقّت فرقّ من الصبابة والأسى ... قلب بنيران البعاد يعذّب

شوقا إلى أسنى نبىّ حبّه ... يحلو على مرّ الزمان ويعذب

فزنا به بين الأنام بديمة ... أبدا علينا بالأمانى تسكب

حاز السيادة والكمال محمّد ... فإليه أشتات المحامد تنسب

محبوبنا ونبيّنا وشفيعنا ... يدنى إلى ورد الرضا ويقرّب

إن طابت الأنفاس من زهر الرّبى ... ريّاه أذكى فى النفوس وأطيب

والعطار يقول إن يثرب أهدت لنا مع الرياح طيبا، واختلاطها فى هبوبها بالأرج يملأ قلوبنا طربا، ويقول إنها رقّت ورق معها قلبى المعذب بالصبابة والوله شوقا إلى أعظم نبى حبه دائما عذب مستحب مهما كان الزمان مرّا كريها، ويقول إننا فزنا منه بسحابة لا تزال تسكب علينا بكل ما نريد من الأمانى. وقد حاز السيادة والكمال، إنه محبوبنا ونبينا وشفيعنا يوم الفزع الأكبر، وإن حبه ليدنى من رضا الله، وحسبك بذلك نعمة كبرى. ويقول إن أريج زهر الربى لا يقاس فى شئ إلى شذاه العطر، إنه أذكى فى النفوس وأطيب فى القلوب. ومن قوله متشوقا إلى طيبة وزيارة الرسول الكريم:

أبدا تشوقك أو تروقك يثرب ... فإلى متى يقصيك عنها المغرب

هى جنّة فى النّفس يعذب ذكرها ... والقرب منها والتدانى أعذب

والشّوق يثنينا إليها كلما ... وقف الحمام على الأراكة يخطب

يا حبّذا فى ربع طيبة وقفة ... بين الركائب والمدامع تسكب

حتى يرقّ للوعتى وصبابتى ... ودموع عينى كلّ من يتغرّب

شوقا لمن زان الوجود وحبّه ... يدنى إلى ربّ الرّضا ويقرّب

خير الورى محبوبنا ونبيّنا ... حزنا به الجاه الذى لا يسلب

<<  <  ج: ص:  >  >>