للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صبرنا وكان الصبر فينا سجيّة ... بأسيافنا يقطعن كفّا ومعصما

يفلّقن هاما من رجال أعزّة ... علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما

ونجد يزيد بن سنان أخى هرم بن سنان يطلق زوجه، وكانت ابنة النابغة، ويثير على عشيرتها يربوع عشيرتى خصيلة ونشبة، عاقدا بينهما حلفا سمى حلف المحاش، وما يزال بيربوع حتى يجليها عن ديارها إلى ديار بنى عذرة، وفى ذلك يقول النابغة:

جمّع محاشك يا يزيد فإننى ... أعددت يربوعا لكم وتميما

حدبت علىّ بطون ضنّة كلها ... إن ظالما فيهم وإن مظلوما (١)

فلم تكن عشائر ذبيان على صفاء دائما، بل كثيرا ما كانت تتحارب وتتقاتل ويعتزل بعضها بعضا، وقد تترك عشيرة منازلها إلى منازل جيرانها من عذرة وغير عذرة.

وكانت ذبيان كعيرها من قبائل غطفان تعبد فى الجاهلية العزّى وتتخذ لها كعبة تحج إليها، وتقدم لها النذر والقرابين، وقد هدمها خالد بن الوليد بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم. ومعنى ذلك أن ذبيان ظلت على وثنيتها حتى دخلت فى الإسلام الحنيف.

[٢ - حياته]

هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جناب (٢) بن يربوع، وأمه عاتكة بنت أنيس من بنى أسجع الذبيانيين، فهو ذبيانى أبا وأمّا، وكان يكنى بأبى أمامة وأبى ثمامة (٣)، وهما ابنتاه، كما كان يلقب بالنابغة، وبهذا اللقب اشتهر. واختلف الرواة فى سبب تلقيبه به، فقيل لقوله فى بعض شعره: (فقد نبغت لنا منهم شئون) وقيل لأنه قال الشعر بعد أن كبرت سنه ومات قبل أن يهتر ويذهب عقله (٤).


(١) ضنة: عشيرة من عذرة.
(٢) هكذا فى ترجمته بالأغانى (طبعة دار الكتب) ١١/ ٣ وفى شرح التبريزى للمعلقات العشر جابر بن يربوع بدلا من جناب بن يربوع.
(٣) انظر الأغانى ١١/ ٣ وترجمته فى الشعر والشعراء لابن قتيبة ١/ ١٠٨ وما بعدها.
(٤) الأغانى ١١/ ٤ وراجع الشعر والشعراء ١/ ١٠٨ وشرح المعلقات العشر للتبريزى.

<<  <  ج: ص:  >  >>