للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ -

السعديون-الطرق الصوفية-العلويون

(أ) السعديون (١)

السعديون ثانى دولة عربية علوية تقوم فى المغرب الأقصى بعد دولة الأدارسة، وكانوا ينتسبون إلى محمد النفس الزكية سليل الحسن بن على بن أبى طالب. وكان السبب فى قيام هذه الدولة أن البرتغاليين أخذوا منذ أوائل القرن التاسع الهجرى المقابل للخامس عشر الميلادى يكثرون من حملاتهم على سواحل المغرب الأقصى فى الشمال على الزقاق وفى الغرب على المحيط الأطلسى واستولوا على كثير من الموانى المغربية خلال هذا القرن، وتمادوا يستولون على مدن فى القرن العاشر الهجرى كما أسلفنا، وكانوا كلما استولوا على ميناء ازداد غضب الشعب وازدادت حميته اضطراما لمقاومة البرتغاليين وإخراجهم من أرض الوطن الغالى. وآلم الشعب دائما أن لا يجد عند الوطاسيين قوة يستطيعون بها إنقاذ البلاد، وظل يبحث عمن يقوده لحرب البرتغاليين وإخراجهم من أرض الوطن، وأخيرا عثروا على بغيتهم فى شخص من أصل حسنى شريف كان يقيم مع أسرته بالقرب من تارودنت على نهر السوس يسمى أبا عبد الله محمدا فأخذ الناس يبايعونه مستبشرين بنسبه الشريف. وحين تمت له البيعة تلقب بلقب القائم بأمر الله، ونهض توّا لجهاد البرتغاليين ونودى به سلطانا فى منطقة السوس سنة ٩١٥ هـ‍/١٥٠٩ م وأخذ فى محاربة البرتغاليين ورافقه النصر عليهم مرارا وتوفى سنة ٩٢٣ هـ‍/١٥١٧ م وخلفه ابنه أحمد الأعرج، وتابع سياسة أبيه فى جهاد البرتغاليين واسترد منهم أغادير وماسة وسواحل السوس جميعها، ودخل مراكش سنة ٩٣٠ هـ‍/١٥٢٤ م وبايعه المسيطرون عليها من قبيلة هنتانة المصمودية واتخذها عاصمة ولم تكد طلائع جيشه ترى فى آسفى وآزمّور بمنطقة دكالة حتى أخلاهما له البرتغاليون خوفا من القتل والسبى وفروا على وجوههم لا يلوون كما أخلوا مدينة أصيلا لضغط أهل منطقة الهبط عليهم، وتوفى سنة ٩٤٦ هـ‍/١٥٣٩ م وخلفه أخوه محمد المهدى وطرد البرتغاليين من آسفى وآزمور بعد عودتهم إليهما واستولى على مكناس ثم على فاس سنة ٩٥٢ إذ حاصرها ودخلها واعتقل الوطاسيين وأرسل بهم إلى ترودنت فى السوس، غير أن


(١) انظر فى دولة السعديين كتاب المغرب فى عهد الدولة السعدية لعبد الكريم كريم وكتاب تاريخ الدولة السعدية لمجهول تحقيق كولان طبع الرباط ومناهل الصفا فى أخبار الملوك الشرقا للفشتالى (تحقيق عبد الله كنون) والمغرب عبر التاريخ لإبراهيم حركات (طبع بيروت) وتاريخ الأسرة السعدية للأفرانى والمنتقى المقصور على مآثر الخليفة أبى العباس المنصور لأحمد بن القاضى (تحقيق محمد رزوق) طبع الرباط، ولابن القاضى أيضا جذوة الاقتباس (طبع الرباط) وكتاب نشر المثانى لأهل القرن الحادى عشر والثانى (تحقيق محمد حجى وأحمد التوفيق) (طبع دار الغرب) والاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى.

<<  <  ج: ص:  >  >>