للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نهير جدى الذى يمر بمدينة الأغواط ويصب فى بحيرة ميغليغ، ونهير ميا ومصبه سبخة ورقلة إلى غير ذلك من نهيرات داخلية، وتتجه إلى الصحراء الكبرى نهيرات كثيرة، تغيب فى الرمال ومنها تنبع فى الصحراء الآبار الفوارة الارتوازية.

ووراء الموانى على الساحل سهول تعد لنمو أشجار النارنج والليمون والفواكه، وفى الأطلس التلى سهول واسعة متقطعة، تزرع بها الحبوب والغروس، وأكثر سكان الجزائر يعيشون من خيراتها. وتتسع السهول جنوبى عنابة ومدينة الجزائر وفى تلمسان، وتزرع الحبوب فى وديان الأطلس التلّى، ومن أهم مناطق زراعتها شرقى الهضبة بين ذراعى الأطلس التلّى والأطلس الصحراوى، وبالمثل منطقة وهران والقسم الغربى من الجزائر. ولاختلاف الطقس فى الجزائر تلقاك على جبالها وسفوحها أشجار مختلفات، ففى السفوح النخيل، وفوقها أشجار الفواكه من مثل التين والخوخ، وفى أعلاها أشجار الزيتون والنقل. وتشغل الغابات مساحات شتى فى الأطلس التلّى وجبال أوراس الصحراوية، وعليها جميعا فى أماكن مختلفة تتراءى أشجار القرو والأرز والصنوبر وخاصة فى جبال الأوراس والونشريس. ويكثر النخيل فى الواحات ومعه بعض الفواكه وخاصة فى بسكرة. وفى الهضبة بين ذراعى الجبال التلية والأطلسية الصحراوية بحيرات عدة، من أهمها بحيرة الحضنة.

والطقس على الساحل الجزائرى معتدل مثل سواحل البحر المتوسط عامة، والسهول الداخلية وراء وهران حارّة جافّة. وجبال الأطلس التلى معتدلة صيفا باردة. شتاء، والثلوج تتوج الجبال أحيانا فى الشتاء، وتتجمد المياه فى قسنطينة نحو شهرين كل عام. ومناخ الهضبة بين ذراعى الجبال التلّية والصحراوية قارّى، شديد البرد شتاء شديد الحر صيفا. ومناخ جبال الأطلس الصحراوية والنواحى الجنوبية المنحدرة منها والمترامية فى الصحراء شديدة البرد شتاء، وتشتد الحرارة فى الصحراء بالصيف شدة لا تطاق.

٢ -

التاريخ (١) القديم

يتوغل تاريخ الجزائر فى العصور القديمة السحيقة إلى آماد بعيدة، ويأخذ هذا التاريخ فى الجلاء والوضوح مع ارتياد الفينيقيين الشاميين لسواحل إفريقيا فى القرن العاشر قبل الميلاد وقبله وبعده بحثا عن مواقع تصلح لرسو سفنهم التجارية ونزولهم بها لتبادل سلع التجارة مع


(١) انظر فى تاريخ الجزائر القديم والحديث تاريخ المغرب الكبير لمحمد على دبوز (طبع القاهرة) وكتاب الجزائر لأحمد توفيق المدنى (طبع دار المعارف بالقاهرة) وتاريخ الجزائر القديم والحديث لمبارك الميلى: الكتاب الأول فيه وأبوابه الثمانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>