من أحداث وخطوب. وأخذت تظهر مصنفات فى المثالب والأمثال والمواعظ والحكم وفى مسائل العقيدة. ودونوا كثيرا من الرسائل والخطب، كما نقلوا إلى العربية بعض المعارف الأجنبية، وخاصة فى الكيمياء والطب والنجوم.
وكثرت كثرة مفرطة الرسائل وخاصة السياسية. وأخذ كتاب الدواوين المحترفون ينهضون بالكتابة الديوانية، حتى كان سالم رئيس ديوان هشام بن عبد الملك، فإذا هو يتخذ فيها أسلوب خطباء الوعظ والقصص الدينى الذى تحدثنا عنه آنفا، وتبعه عبد الحميد الكاتب، فأوفى بالكتابة الديوانية على الغاية من غزارة المعانى وروعة الأسلوب وإعطائه حقوقه من الجزالة والرونق والطلاوة، ومضى يدبّج رسائل أدبية لا يقصد بها إلى سياسة، إنما يقصد بها إلى الأدب من حيث هو فن جميل.
[٢ - تعليق]
كل الشعراء الذين ذكرناهم فى الخلاصة السابقة ترجمنا لهم ترجمات تختلف طولا وقصرا حسب شخصياتهم الأدبية، وقد نظم ابن سلام المخضرمين منهم فى طبقات الجاهليين العشر الذين أودعهم كتابه «طبقات فحول الشعراء» وقد جعل الطبقة الأولى للجاهليين وحدهم، أما الطبقة الثانية فأدخل فيها كعب ابن زهير والحطيئة من المخضرمين، وجعل الطبقة الثالثة للبيد والنابغة الجعدى وأبى ذؤيب الهذلى والشّماخ، وكلهم عاشوا فى العصرين الجاهلى والإسلامى وخص الطبقة الرابعة بمن عاشوا فى الجاهلية. ثم مضى فى الطبقات الست الباقية يمزج جاهليين بمخضرمين. وتحدث عن شعراء المراثى وشعراء القرى، مشيدا بحسان ابن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد ترجمنا لمن وضعهما فى الطبقة الثانية مع بعض الجاهليين وهما كعب والحطيئة، كما ترجمنا لاثنين من الطبقة الثالثة، وهما لبيد والنابغة الجعدى، وترجمنا لحسان. ولم نترجم لأحد وراءهم من المخضرمين اكتفاء بهم، إذ يعدّون فى الذروة من شعراء عصرهم، ولأن لهم دواوين