للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو الشيّص (١)

غلب عليه لقبه أبو الشّيص واسمه محمد بن عبد الله بن رزين وهو ابن عم دعبل، ويقول أبو الفرج «كان متوسط المحل فى شعراء عصره غير نابه الذكر لوقوعه بين مسلم بن الوليد وأشجع وأبى نواس، فخمل وانقطع إلى عقبة بن جعفر ابن الأشعث الخزاعى أمير الرّقّة فمدحه بأكثر شعره، فقلما يروى له فى غيره، وكان عقبة جوادا فأغناه عن سواه» ومن مختار شعره فيه قوله مستطردا من وصف الإبل إلى مديحه:

إن الأمان من الزمان وريبه ... يا عقب شطّا بحرك الفيّاض

بحر يلوذ المعتفون بنيله ... فعم الجداول مترع الأحواض (٢)

ثبت المقام إذا التوى بعدّوه ... لم يخش من زلل ولا إدحاض (٣)

غيث توشحت الرياض عهاده ... ليث يطوف بغابة وغياض (٤)

ومشمّر للموت ذيل قميصه ... قانى القناة إلى الرّدى خوّاص

ويقول ابن المعتز إنه مدح الرشيد مدائح كثيرة، ولما مات أكثر من رثائه ومدح الأمين وله فى ذلك بدائع كثيرة من مثل قوله:

جرت جوار بالسّعد والنّحس ... فنحن فى وحشة وفى أنس

العين تبكى والسّنّ ضاحكة ... فنحن فى مأتم وفى عرس

يضحكنا القائم الأمين وتب‍ ... كينا وفاة الإمام بالأمس

بدران: بدر أضحى ببغداد فى ال‍ ... خلد وبدر بطوس فى الرّمس (٥)


(١) انظر فى أبى الشيص وأخباره وأشعاره ابن المعتز ص ٧٢ وابن قتيبة ص ٨٢٠ والأغانى (طبعة دار الكتب) ١٦/ ٤٠٠ ونكت الهميان للصفدى ص ٢٦٧ وتاريخ بغداد ٥/ ٤٠١ وفوات الوفيات ٢/ ٢٢٥.
(٢) فعم: مملوء.
(٣) إدحاض: انزلاق.
(٤) العهاد: أول مطر الربيع. غياض: جمع غيضة وهى الشجر الملتف.
(٥) الخلد: قصر بناه المنصور ببغداد. الرمس: القبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>