للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشهورة. ولعل قائدا لم يمدح فى عصر الرشيد كما مدح يزيد بن مزيد الشيبانى ممدوح مسلم بن الوليد، وفيه يقول منصور النمرىّ (١):

لا تقربنّ يزيدا عند صولته ... لكن إذا ما احتبى للجود فاقترب

ومن مداحه على بن الخليل وعبد الله بن أيوب التيمى. ومن كبار القواد لعهد المأمون والمعتصم أبود لف العجلى، يقول أبو الفرج فى ترجمته له: «محله فى الشجاعة وعلوّ المحل عند الخلفاء وعظم الغناء فى المشاهد وحسن الأدب وجودة الشعر محل ليس لكبير آخر من نظرائه (٢)» وكانت غيوث كرمه لا نزال تنهلّ على الشعراء، مما جعل ألسنتهم تلهج بمديحه، وممن كان ينقطع إليه على بن جبلة وأبو الأسد الحمّانى التميمى وبكر بن النطاح، وفيه يقول مصوّرا شجاعته (٣):

قالوا وينظم فارسين بطعنة ... يوم اللقاء ولا يراه جليلا

لا تعجبوا لو أن طول قناته ... ميل إذن نظم الفوارس ملا

وله يقول (٤):

فكفّك قوس والنّدى وتر لها ... وسهمك فيه اليسر على به عسرى

ويقول أيضا فيه:

ولقد طلبنا فى البلاد فلم نجد ... أحدا سواك إلى المكارم يسب

وهو من مدّاح أبى تمام ومحمد بن وهيب وغيرهما. وقد جلّى فى حروب المأمون والمعتصم مع بابك والروم قواد كثيرون فى مقدمتهم الأفشين وخالد ابن يزيد بن مزيد وأبو سعيد محمد بن يوسف الثغرى ولأبى تمام فيهم أمداح رائعة صوّرنا أطرافا منها فى ترجمته. ونحن نقف قليلا عند أربعة من شعراء هؤلاء القواد ومن سبقهم من الولاة والوزراء وهم: أبو الشيص وعبد الله بن أيوب التّيمى وعلى ابن جبلة والخريمى.


(١) أغانى ١٣/ ١٥٥.
(٢) أغانى ٨/ ٢٤٨.
(٣) أغانى (طبعة الساسى) ١٧/ ١٥٥.
(٤) ابن المعتز ص ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>