للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحنو على مسكينهم بتعطّف ... ويسدّ ثلمهم يخفض جناح

فلذا تراهم يلهجون بذكره ... لا يطربون بغير هذا الرّاح (١)

فالله يبقيه ويجعل سعيه ... فى كل ما يهوى قرين نجاح

والمضوى يقول إن الزبير فخر «سنار» الذى أتاح لها عظمة ومجدا، والذى عمّ جوده بها جميع الساحات، ويذكر أن عظماءها تواضعوا له لما أسبغ الله عليه من نعم: فطنة ونزاهة ومروءة. وإنه ليسد ثلمهم وكل ما ينزل بهم من خطوب مع تواضع شديد، ولذلك يولعون بذكره ولا يطربون إلا لترداد اسمه وكأنه خمر مسكرة لهم. ويدعو له بطول العمر وأن يوفق فى كل ما يسعى إليه مقترنا بالنجاح المنشود. ويمدح عبد الرحمن شوقى السيد على الميرغنى، وكان فيما يبدو رئيس الطائفة الميرغنية الصوفية-قائلا (٢):

بكم-آل طه ما حييت-متيّم ... وفيك مديحى دون غيرك يا على

ومن ذا يرى فى العمر وجهك مرّة ... تقرّ به عيناه يوما وتمتلى

فيسلو هوى آل النبىّ، وحبّهم ... جرى فيه مجرى الروح فى كل مفصل

وإنك للإسلام ركن وموئل ... لتحفظه يا خير ركن وموئل

ورثت كريم المجد عن أكرم الورى ... ونور الهدى عن وجهه المتهلّل

وهو يقول إننى متيم صبابة بحب آل طه، حبا يتعمقنى طوال حياتى، وإنّي لأقصر عليك- لهذا النسب الكريم-مديحى، وإن من يرى وجهك فى حياته مرة تقرّ به عيناه وتمتلئ فرحا ولا يستطيع سلوا عن حب آل النبى، وكيف يسلوهم وحبهم يسرى فيه مسرى الروح فى أعطاف الجسد ومفاصله، وإنك لركن للإسلام وحصن لتصونه، يا خير ركن له وحصن، وقد ورثت عظيم المجد عن أعظم الورى محمد، وورثت نور الهدى عن وجهه المتهلل المضيئ. ونتوقف قليلا لنترجم لشاعرى المهدى: حسين زهراء ومحمد عمر البناء.

الشيخ حسين (٣) زهراء

ولد الشيخ حسين إبراهيم زهراء حوالى سنة ١٢٤٨ هـ‍/١٨٣٣ م بقرية وادى شعير فى المسلمية جنوبى الخرطوم بنحو ١٥٠ كيلو مترا لأبوين عباسيين، وتوفى سنة ١٣١٣ هـ‍/١٨٩٥ م. عنى أبوه بتعليمه لما لاحظ من فطنته وذكائه، وبعد حفظه للقرآن الكريم أخذ ينهل من حلقات علماء الدين. وفى نحو العشرين من عمره رحل إلى القاهرة والتحق بالأزهر، وظل فيه سبع سنوات مكبا على حلقات شيوخه، حتى إذا اكتمل زاده العلمى عاد


(١) الراح: الخمر.
(٢) شعراء السودان لسعد ميخائيل (طبع القاهرة). ص ٢٠٢.

(٣) انظر فى ترجمة الشيخ حسين زهراء نفثات اليراع ص ٨٩ وشعراء السودان ص ٦ وشعراء الوطنية ص ٦٥ و ٣٢٢ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>