للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢ - حياته]

تتردد فى كتب الأدب أسماء مختلفة لامرئ القيس، فيسمى حندجا وعديّا ومليكة (١)، ويكنى بأبى وهب وأبى زيد وأبى الحارث ويلقّب بذى القروح والملك الضّليل (٢)، وأشهر ألقابه امرؤ القيس، والقيس من أصنامهم فى الجاهلية كانوا يعبدونه وينتسبون إليه. وأبوه حجر بن الحارث كما مر بنا. أما أمه ففاطمة بنت ربيعة أخت كليب ومهلهل التغلبيين (٣). ووهم بعض الرواة فى نسبه، فقالوا إنه امرؤ القيس بن السّمط بن امرئ القيس بن عمرو الكندى، وإن أمه تملك بنت عمرو بن زبيد بن مذحج من رهط عمرو بن معد يكرب (٤). وهو خلط أوقعهم فيه تشابه اسمه مع اسم هذا الشاعر، وكان فى الجاهلية ستة عشر شاعرا كلهم يتسمى باسم امرئ القيس.

ولا نعرف سنة مولده، ويظن أنه ولد فى أوائل القرن السادس للميلاد، وليس بين أيدينا أى شئ واضح عن نشأته وكيف أمضى أيامه الأولى فى شبابه إلا أخبارا تغلب عليها الأسطورة، من ذلك ما رواه (٥) هشام الكلبى إذ يزعم أن أباه حجرا طرده وآلى (أقسم) أن لا يقيم معه أنفة من قوله الشعر، وكانت الملوك تأنف من ذلك، فكان يسير فى أحياء العرب ومعه أخلاط من شذّاذ القبائل: من طيئ وكلب وبكر ابن وائل، فإذا صادف غديرا أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح لمن معه فى كل يوم وخرج إلى الصيد، فتصيّد ثم عاد، فأكل وأكلوا معه، وشرب الخمر، وسقاهم، وغنته قيانه. ولا يزال كذلك حتى ينفد ماء ذلك الغدير، ثم ينتقل عنه إلى


(١) انظر جواد على ٣/ ٢٥٣ و Olimder ص ٩٥ وشرح المعلقات السبع للزوزنى ص ١ وما بعدها والمؤتلف والمختلف للآمدى ص ٩ وجمهرة أشعار العرب ص ٢٠ والمزهر للسيوطى ٢/ ٤٢٢ وشرح شواهد المغنى له ص ٦.
(٢) الأغانى ٩/ ٧٨ وانظر ترجمته فى الشعر والشعراء لابن قتيبة (طبعة دار المعارف) ١/ ٥٢ وما بعدها.
(٣) أغانى ٩/ ٧٧.
(٤) أغانى ٩/ ٧٧.
(٥) أغانى ٩/ ٨٧ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>