للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيره. فأتاه خبر أبيه ومقتله وهو بدمّون من أرض اليمن، أتاه به رجل من بنى عجل يقال له عامر الأعور أخو الوصّاف، فلما أتاه بذلك قال:

تطاول الليل علىّ دمّون ... دمّون إنا معشر يمانون

وإننا لأهلنا محبّون

ثم قال: ضيّعنى صغيرا وحمّلنى دمه كبيرا، لا صحو اليوم ولا سكر غدا، اليوم خمر وغدا أمر. فذهبت مثلا، ثم قال:

خليلىّ لا فى اليوم مصحى لشارب ... ولا فى غد إذ ذاك ما كان يشرب

ثم شرب سبعا، فلما صحى آلى أن لا يأكل لحما ولا يشرب خمرا ولا يدّهن بدهن (طيب) ولا يقرب النساء حتى يدرك بثأره، فلما جنّه الليل رأى برقا، فقال:

أرقت لبرق بليل أهلّ ... يضئ سناه بأعلى الجبل

أتانى حديث فكذّبته ... بأمر تزعزع منه القلل (١)

بقتل بنى أسد ربّهم ... ألا كلّ شئ سواه جلل (٢)

فأين ربيعة عن ربّها ... وأين تميم وأين الخول (٣)

ألا يحضرون لدى بابه ... كما يحضرون إذا ما أكل

وواضح أن هذا الخبر يخالف روابة الهيثم بن عدى السابقة فى مقتل حجر والتى تذكر أن امرأ القيس كان مع أبيه فى حربه لبنى أسد وأنه فرّ حين هزمت كندة وقتل أبوه، فهو من منحولات ابن الكلبى. ومثله الخبر الذى ساقه ابن قتيبة، إذ يقول إن أباه طرده لما صنع فى الشعر بفاطمة ابنة عمه ما صنع، وكان لها عاشقا، فطلبها زمانا فلم يصل إليها، وكان يطلب منها غرّة، حتى كان منها يوم الغدير بدارة جلجل ما كان فقال قصيدته: (قفا نسبك من ذكرى حبيب ومنزل) فلما بلغ ذلك أباه دعا مولى يقال له ربيعة، فقال له: اقتل امرأ القيس وائتنى بعينيه،


(١) القلل: قم الجبال.
(٢) جلل هنا: هين.
(٣) الخول: العبيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>