للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باسم خزانة الأدب والمقرى التلمسانى أكبر مؤرخى الأندلس، وبهاء الدين العاملى صاحب الكشكول. وعرّبت مصر بعض الولاة العثمانيين وأحالته مؤلفا أديبا مثل راغب باشا واليها سنة ١١٦٠ وموسوعة «سفينة الراغب» مشهورة. وقد ألف بالقاهرة الزبيدى اليمنى تاج العروس:

شرحه على القاموس المحيط للفيروزابادى. وبذلك ظلت مصر فى العهد العثمانى المظلم حامية للتراث العربى المتبقى بها وراعية لعلماء العالم العربى، بفضل مصابيح العلم التى كانت تضئ بها خاصة فى الجامع الأزهر. وما زالت شهرته تدوى فى العالم الإسلامى إلى اليوم، وجعل العثمانيون له رئيسا من كبار علمائه كانوا يسمونه شيخ الأزهر، ويعدّد الجبرتى شيوخه منذ سنة ١١٠٠ للهجرة إلى أن ينتهى إلى الشيخ عبد الله الشرقاوى معاصر الحملة الفرنسية.

[٢ - علوم الأوائل-علم الجغرافيا]

[(ا) علوم الأوائل]

مر بنا فى أول هذا الفصل أن مصر أسهمت فى نشأة العلم بمعناه العالمى سواء العلم الهندسى أو الرياضى أو الطبى، وتشهد لها الأهرامات بما كان فيها من علم هندسى، وتشهد لعلمها الرياضى (١) برديات رياضية فرعونية مختلفة، وبالمثل تشهد للعلم الطبى برديات فرعونية تدل على أن الطب والتشريح بمعناهما العلمى العالمى نشآ فى ديارها ورقيا رقيا بعيدا (٢).

وكان من الممكن أن تستمر مصر فى حركتها العلمية لولا ما دهمها من الغزو الأجنبى، واستطاعت أن تمصر البطالمة وأن تستعيد-كما أسلفنا-حركتها العلمية وإن اتخذت اليونانية لسانا لها، فنهضت بالإسكندرية عاصمتها حينئذ دراسات الهندسة والرياضة والفلك والطب، أما الهندسة فشاد صرحها إقليدس فى القرن الثالث قبل الميلاد، مكونا بالإسكندرية مدرسة هندسية كان لها شأن عظيم، وقد ظلت تدرس كتبه فى العربية وفى أوربا حتى القرن الماضى (٣)، وأما الطب فشهدت الإسكندرية فيه نهضة كبيرة على يد هيروفيلوس وأضرابه، وقد اشتهر بتشريحه


(١) انظر العلم عند العرب لألدومييلى (ترجمة الدكتور عبد الحليم النجار-نشر الجامعة العربية-دار القلم) ص ٣٣ وما بعدها.
(٢) ألدومييلى ص ٣٤ وما بعدها.
(٣) ألدومييلى ص ٤٣ وقصة الحضارة لول ديورانت (نشر جامعة الدول العربية) ٨/ ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>