للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٦ - التشيع-الزهد والتصوف]

(أ) التشيع (١)

من الخطأ أن نظن أن ثورة أحد أحفاد من ناصروا عليا فى صفين كانت ثورة شيعية كما حدث فى عهد عبد الرحمن الداخل وبالمثل ثورة حفيد لعمار بن ياسر عليه، ويقال إن عمر بن حفصون اتصل-فى أثناء ثورته بالفاطميين-وكانوا لا يزالون فى القيروان ولم يكن اتصال ولاء إنما كان اتصالا سياسيّا كيديا للأمير عبد الله بن محمد. ودعا ثائر أموى لنفسه سنة ٢٨٨ للهجرة هو أحمد بن معاوية وتلقب بالمهدى، فظنّ خطأ-لهذا اللقب- أن لثورته علاقة بالتشيع وكل ما هناك أنه استعار هذا اللقب من دعاة الشيعة. ونجد ابن عبد ربه المتوفى سنة ٣٢٨ يتحدث فى كتابه «العقد الفريد» عن الشيعة وفرقهم وليس معنى ذلك أنه كان شيعيا، فقد كان متشيعا للأمويين متعصبا لهم.

وحاول آسين بلاسيوس أن يرد بعض آراء ابن مسرة المتوفى سنة ٣١٩ إلى آراء الإسماعيلية من الشيعة لمقامه فترة فى القيروان عاصمة الفاطميين قبل انتقالهم إلى مصر.

غير أنها ترد-كما سنرى فى غير هذا الموضع-إلى الاعتزال والتصوف والفلسفة، فلا علاقة بينه وبين التشيع، وبالمثل لا علاقة بين منذر بن سعيد خطيب عبد الرحمن الناصر وبينه. وحقا أرسل الفاطميون بعض جواسيسهم للتعرف على الأندلس والدعوة لهم مثل ابن حوقل، غير أن ذلك لم يأت بطائل، إذا استثنينا تشيع ابن هانئ الشاعر الأندلسى وإيمانه بالعقيدة الإسماعيلية، وربما كان أبوه من دعاتهم السرّيين فى الأندلس.

ووجدت فى الأندلس زمن الفتنة الأموية فرصة للشيعة كى ينشطوا للدعوة إلى أنفسهم هناك حين استولى على بن حمود-من أسرة الأدارسة فى المغرب-على مقاليد الخلافة الأموية سنة ٤٠٧ غير أن غلمانه قتلوه-كما أسلفنا-فى السنة التالية، وولى


(١) انظر فى التشيع بالأندلس صورة الأرض لابن حوقل وأحسن التقاسيم للمقدسى والعقد الفريد لابن عبد ربه والمغرب فى مواضع مختلفة والتشيع فى الأندلس للدكتور محمود مكى ومصادره.

<<  <  ج: ص:  >  >>