خرج عبد الله بن سعد بن أبى سرح والى مصر للخليفة عثمان فى جيش للمسلمين عداده عشرون ألفا للاستيلاء على إفريقية التونسية سنة ٢٧ هـ/٦٤٧ م والتقى بجيش والى بيزنطة الثائر عليها والمستقل بالبلاد: جريجوريوس وكان فى مائة ألف من الروم والبربر، ونصر الله المسلمين، وقتل جريجوريوس فى المعركة وسحق جيشه سحقا، وأخذت مدن إفريقية التونسية تفتح أبوابها للمسلمين. وعادة يذكر المؤرخون هذا الفتح المبين ولا يتحدثون عن جنوده وأنهم كانوا جنود الدين الحنيف خرجوا وحاربوا جهادا فى سبيل نشره، بقيادة ابن أبى سرح أحد كتاب الوحى ومعه فى المقدمة العبادلة: عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن العباس بن عبد المطلب وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الرحمن بن أبى بكر الصديق، ويقال أيضا كان معهم عبد الله بن جعفر وعبد الله بن مسعود، ولذلك سمى جيش العبادلة وكلهم من تقاة الأمة الورعين. لم يخرجوا إلى إفريقية التونسية ابتغاء دنيا، إنما خرجوا للجهاد فى سبيل الله ونشر دينه الحنيف فى أرجاء إفريقية، وبضربة من يد عبد الله بن الزبير قتل جريجوريوس وبضربات من أيدى زملائه العبادلة وأيدى جند الدين الحنيف المجاهدين فى سبيله انهزم الجيش الضخم ومن بقى من عساكره أصابهم رعب شديد واعتصموا بالمعاقل
(١) انظر فى الفاتحين المعلمين كتب التاريخ مثل فتوح مصر لابن عبد الحكم وقطعة من تاريخ إفريقية للرقيق القيروانى (طبع فى تونس) ومقدمات الجزء الأول من رياض النفوس وراجع فى النشأة العلمية طبقات أبى العرب والبيان المغرب لابن عذارى والحلة السيراء وأخبار النحويين البصريين للسيرافى وطبقات النحويين واللغويين للزبيدى وانظر فى جامع عقبة والزيتونة معالم الايمان لابن الدباغ وابن ناجى وكتاب ورقات عن الحضارة العربية فى إفريقية للأستاذ حسن حسنى عبد الوهاب وانظر المؤنس فى أخبار إفريقيا وتونس لابن أبى دينار.