للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنى وربّ الساجدين عشيّة ... وما صكّ ناقوس النصارى أبيلها (١)

وقد جعله فى قصيدة ثالثة يقسم براهب اللّج، بل بثوبه (٢). وقد يكون فى ذلك ما يدل على أن القصيدتين جميعا موضوعتان فقد كان الأعشى وثنيّا غاليا فى وثنيته، كما يدل على ذلك خلاله التى وصفناها فى شعره، وأيضا أقسامه الوثنية التى رواها نفس هذا الراوى المسيحى، إذ نراه يقسم بالكواكب والنجوم (٣)، كما يقسم بالكعبة التى يحج إليها العرب وبما يهدون إليها من القرابين فى مثل قوله (٤):

إنى لعمر الذى خطّت مناسمها ... تخدى وسيق إليه الباقر الغيل (٥)

والحق أنه لم يكن نصرانيّا، إنما كان وثنيّا على دين آبائه، وقد احتفظ فى وثنيته بكل ما كان فيها من إثم وفجور.

[٣ - ديوانه]

للأعشى ديوان كبير نشره جاير فى لندن سنة ١٩٢٨ وقد اعتمد فى نشره على مخطوطة فى الإسكوريال برواية ثعلب المتوفى سنة ٢٩١ للهجرة ثم مخطوطة دار الكتب المصرية ونسختين نقلتا عنها فى استراسبورج وزاخو، ومخطوطة فى باريس وأخرى فى ليدن. وأضاف إلى الديوان ملحقين بما وجده من شعر الأعشى فى كتب الأدب وما وجده من أشعار لمن لقّبوا بالأعشى وهم كثيرون.

وكان اعتماده الأساسى على مخطوطة الإسكوريال، لأنها برواية ثعلب، ورغم أنها تنقص أوراقا من نهايتها تحتفظ للأعشى بسبع وسبعين قصيدة ومقطوعة.

وقد أضاف إليها خمس قصائد من المخطوطات الخمس الأخرى، وجميعها تتفق فى رواية خمس عشرة قصيدة له، كما تتفق فى أنها مجهولة النسب. ولذلك لا يمكن الاعتماد


(١) صك: ضرب. الأبيل: الراهب.
(٢) القصيدة رقم ١٥ البيت ٤٤.
(٣) القصيدة رقم ٢٧ البيت ١٨.
(٤) القصيدة رقم ٦ البيت ٦٢.
(٥) خطت: شقت التراب. المناسم: جمع منسم وهو طرف الخف. تحذى: تسرع فى السير مع اضطراب. الباقر: اسم جمع للبقر. الغيل: جمع غيول وهو الكثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>