للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الخامس

النّثر وكتّابه

[١ - الرسائل الديوانية]

كان طبيعيا أن يعنى عبد الرحمن الداخل مؤسس الدولة الأموية فى الأندلس بديوان الرسائل، كما عنى به خلفاء أسرته الأمويون فى دمشق، وخاصة جده هشام بن عبد الملك، وقد أسند الكتابة فى ديوانه بقرطبة إلى أمية بن يزيد بن أبى حوثرة، وأسندها ابنه الأمير هشام إلى محمد (١) بن أمية المذكور، وتولى مقاليد الحكم بعده ابنه الحكم الربضى، وأسندها إلى حجاج (٢) المغيلى، وفطيس بن سليمان وفى كتاب الحلة السّيراء أن راتبه كان خمسمائة (٣) دينار. وخلفه ابنه عبد الرحمن الأوسط مؤسس الحضارة الأندلسية ونظمها الإدارية التى استقرت منذ عهده، كما ذكرنا فيها أسلفنا، إذ اتخذ مجلس وزراء وقسم شئون الدولة فى القضاء والمال والحرب وغير ذلك إلى خطط، واقتضى ذلك تعدد الكتّاب مع الوزراء وأصحاب الخطط مما كان له أثره فى نهضة الكتابة الديوانية. ويذكر ابن حيان كتّابه، ويسميهم أصحاب الكتابة العليا، وهم-على التوالى-عبد (٤) الكريم بن عبد الواحد بن مغيث مع ما كان له من الحجابة، وتوفى سنة ٢٠٩، فخلفه فيها محمد بن (٥) سعيد الزجالى، حتى إذا توفى سنة ٢٢٨ خلفه فيها عبد الله (٦) بن محمد بن أمية، وتوفى عبد الرحمن الأوسط سنة ٢٣٨ فظل يليها-مع مرض كان ينتابه-فى عهد


(١) انظر فى محمد بن أمية وأبيه وتوليهما الكتابة المقتبس لابن حيان (تحقيق د. محمود مكى-طبع لبنان) ص ٣١ والمغرب ١/ ٧١.
(٢) راجع فى تولى المغيلى وفطيس الكتابة للحكم الربضى المغرب ١/ ٤٤.
(٣) انظر الحلة السيراء لابن الأبار (تحقيق د. مؤنس) ٢/ ٣٧٣.
(٤) المقتبس ص ٣٢ وانظر الحلة السيراء ١/ ١٣٥.
(٥) المقتبس ص ٣٢ والمغرب ١/ ٣٣٠.
(٦) المقتبس ص ٣١ والحلة السيراء ٢/ ٣٧٣

<<  <  ج: ص:  >  >>