للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هلا ببعض خصاله حنّطته ... فيضوع أفق منازل وقبور (١)

وقوله فى رثائه أيضا (٢):

وليس نسيم المسك ريّا حنوطه ... ولكنه ذاك الثناء المخلّف (٣)

وكان منهوما بالنبيذ والشراب، وله فى وصف الصبوح وذكر الندامى والمجالس أشعار كثيرة نقع فيها على المعانى النادرة من مثل قوله: (٤)

فكم قالوا تمنّ فقلت كأس ... يطوف بها قضيب من كثيب

وندمان تساقطنى حديثا ... كلحظ الحبّ أو غضّ الرّقيب

وعلى هذا النحو كان العطوى يتأتى لمعانيه محاولا أن يصل إلى كثير من دقائق الأخيلة والأفكار حتى يبهر معاصريه. ولعل من الخير أن نعرض بشئ من التفصيل لثلاثة من شعراء المعتزلة دوت أسماؤهم فى هذا العصر وهم العتابى وبشر بن المعتمر والنظام.

العتّابى (٥)

هو كلثوم بن عمرو بن أيوب التّغلبىّ، يتصل نسبه بعمرو بن كلثوم أحد أصحاب المعلقات السبع، ولد ونشأ فى قنّسرين بالشام، ثم سكن الرّقّة بالموصل، وتحول عنها إلى بغداد، واختلف إلى حلقات المتكلمين، ولم يلبث أن شغف بالمعتزلة والاعتزال، كما شغف بالآداب الفارسية شغفا أداه إلى تعلم الفهلوية من جهة، كما أداه إلى الرحلة مرارا إلى خزائن الكتب بمرو وخراسان، ليتزود منها بكنوز الأدب الفارسى، ومرّ بنا فى الفصل الرابع إكبابه على هذه الكتب ونسخه


(١) يضوع: يفوح.
(٢) أغانى (طبع الساسى) ٢٠/ ٥٩.
(٣) ريا: شذى ورائحة.
(٤) أغانى ٢٠/ ٥٩.
(٥) انظر فى العتابى وأخباره وأشعاره ابن المعتز ص ٢٦١ والشعر والشعراء ص ٨٣٩ والبيان والتبيين ١١/ ٥، ١٢٠، ٢٢٠، ٣/ ٥٣، ٤/ ٥٦ والحيوان ٣/ ٦٢، ٤٨٣ والأغانى ١٣/ ١٠٩ والفهرست لابن النديم ص ١٧٥ ومعجم الأدباء ١٧/ ٢٦ ومروج الذهب للمسعودى ٣/ ٣٣٧ وما بعدها والوزراء والكتاب للجهشيارى ص ٢٣٣، ٢٦٢ وتاريخ بغداد لطيفور ص ٨٧ وتاريخ بغداد للخطيب البغدادى ١٢/ ٤٨٨ والفرج بعد الشدة للتنوخى ٢/ ١٩ والنجوم الزاهرة لا بن تغرى بردى ٢/ ١٨٦

<<  <  ج: ص:  >  >>