للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المأمون حين خلع طاعته على شاكلة قوله (١):

خلافة الله قد توارثها ... آباؤه فى سوالف الكتب

فهى له دونكم مورّثة ... عن خاتم الأنبياء فى الحقب

وقوله (٢):

من رأى الناس له الفض‍ ... ل عليهم حسدوه

مثل ما قد حسد القا ... ئم بالملك أخوه

وكان المأمون ممدّحا مثل أبيه الرشيد، ومن مدّاحه-وهو لا يزال ولىّ عهد- منصور النّمرى وأشجع السّلمىّ وأبو محمد اليزيدى مؤدبه، وممن تغنّوا بمديحه فى خلافته أبو تمام وإبراهيم بن المهدى عمه ودعبل وعبد الله بن أيوب التيمى ومحمد بن عبد الملك الزيات وابن البواب ومحمد بن وهيب، ومدائحهم فيه مبثوثة فى أخبارهم بكتاب الأغانى. ومرّ بنا فى الفصل السالف تنويه أبى تمام بالمعتصم وانتصاراته المدوية، ومن مدّاحه ابن الزيات ومحمد بن وهيب والحسين بن الضحاك ومخلد بن بكار الموصلى وخالد الكاتب. وممن نوهوا بالواثق أبو تمام وله فيه قصائد بديعة. ولعل من الخير أن نقف قليلا عند نفر من مداح هؤلاء الخلفاء، هم أبو دلامة ومروان بن أبى حفصة وسلم الخاسر.

أبو دلامة (٣)

هو زند بن الجون، كوفى أسود، من موالى بنى أسد، كان أبوه عبدا فأعتقه رجل منهم، وهو من مخضرمى الدولتين الأموية والعباسية، ولم يكن له فى أيام الدولة الأولى شأن يذكر، غير أن الدولة العباسية لم تكد تظله حتى أخذ نجمه


(١) أغانى (ساسى) ١٨/ ١٢٠.
(٢) النجوم الزاهرة (طبعة دار الكتب) ٢/ ١٦١.
(٣) انظر فى ترجمة أبى دلامة وأشعاره وأخباره ابن المعتز ص ٥٤ وابن قتيبة فى الشعر والشعراء (طبعة دار المعارف) ص ٧٥١ والأغانى (طبعة دار الكتب) ١٠/ ٢٣٥ وابن حلكان وتاريخ بغداد ٨/ ٤٨٨ وشذرات الذهب ١/ ٢٤٩ ومرآة الجنان لليافعى ١/ ٣٤١ والمؤتلف ١٣١ ومعجم الأدباء ١١/ ١٦٥ وذيل زهر الآداب للحصرى (طبعة القاهرة) ص ٨١ وما بعدها. وقد طبع ديوانه بالجزائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>