تشغل جزيرة العرب الجنوب الغربى لآسيا، وقد سماها أهلها جزيرة لأن الماء يدور بها من ثلاث جهات فى جنوبيها وغربيها وشرقيها، فهى شبه جزيرة، وليس فى الأرض شبه جزيرة تضاهيها فى المساحة. ويرى علماء الجيولوجيا أنها كانت متصلة بإفريقية فى الزمن المتعمق فى القدم، ثم فصلهما منخفض البحر الأحمر الذى يمتد فى غربيها، كما يرون أنه كان يغطى جزءا منها فى العصر الجليدى مروج خضراء، وكانت تجرى بها بعض أنهار، ولا تزال تشهد عليها أودية جافة عميقة.
ويطلّ عليها فى الجنوب المحيط الهندى وفى الشرق بحر عمان وخليج العرب. وتترامى متوغلة فى الشمال على حدود فلسطين وسوريا غربا والعراق وبلاد الجزيرة شرقا.
وكان جغرافيو اليونان والرومان يقولون إنها ثلاثة أقسام: العربية الصحراوية والعربية الصخرية أو الحجرية والعربية السعيدة، أما العربية الصحراوية فلم يعيّنوا حدودها ولكن يفهم من كلامهم أنهم كانوا يطلقونها على البادية الشمالية التى تصاقب بلاد الشام غربا وتمتد شرقا إلى العراق والحيرة. وكانت تقع فى شماليها مملكة تدمر التى حكمتها أسرة الزبّاء المشهورة. وأما العربية الصخرية فكانوا يطلقونها على شبه جزيرة سيناء والمرتفعات الجبلية المتصلة بها فى شمالى الحجاز وجنوبى البحر الميت، وهى التى أقام فيها النبط مملكتهم واتخذوا مدينة سلع «بطرا»
(١) انظر فى صفة الجزيرة العربية كتب الجغرافية العربية وكتاب تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد على (طبع بغداد) ج ١ ص ٨٦ وما بعدها وكتاب تاريخ العرب (مطول) لفيليب حتى (الترجمة العربية) ج ١ ص ١٥ وما بعدها وكتاب «قلب جزيرة العرب» لفؤاد حمزة