أبو الوليد الباجى الأندلسى، وخاصة كتابه المنتقى فى شرح الموطأ وتخريجه لما فيه من الأحاديث، ويذكر أن الموريتانيين عنوا عناية خاصة بكتابه وبشعره وأدبه.
وكانوا يعكفون فى الفقه المالكى على منظومة ابن عاشر ورسالة ابن أبى زيد القيروانى ومختصر خليل بن إسحاق وشروحه، وعنوا بدراسة كتابات أبى عمرو يوسف بن عبد البر الذى تعتز به المالكية وبكتاباته فى الفقه المالكى وفى مقدمتها التمهيد والاستذكار وكتاباته التاريخية وفى مقدمتها الاستيعاب فى تراجم الصحابة، وبالمثل عنوا فى الفقه المالكى بكتابات ابن رشد الفقيه الكبير جد ابن رشد الفيلسوف وكتاباته الفقهية من مثل البيان والتحصيل ومقدماته على المدونة.
ومن كتب النحو التى كانوا يتداولونها متن الآجرومية لابن آجروم الصنهاجى، وكان الأزهر فى مصر إلى عهد قريب يبدأ به دراسة النحو لطلابه، وعنوا بألفية ابن مالك وشروحها وبكتابه لامية الأفعال، وعنوا بألفية السيوطى المسماة الفريدة وبكتب نحوية مختلفة سيأتى ذكرها فى الترجمة لعلماء العربية.
وعنوا فى علم الكلام والتوحيد بالعقائد الأشعرية وكتابات السنوسى والجزائرية وإضاءة الدجّنة للمقّرى، وكانوا يقرءون متن السلم للأخضرى فى المنطق. ودرسوا شرح الأعلم الشنتمرى للشعراء الستة: امرئ القيس والنابغة وزهير وطرفة وعنترة وعلقمة. وعرفوا أهم الكتب الأدبية، وفى مقدمتها الأغانى لأبى الفرج الأصبهانى والأمالى لأبى على القالى والكامل للمبرد وزهر الآداب للحصرى وبهجة المجالس لابن عبد البر وخزانة الأدب للبغدادى كما عرفوا دواوين كثيرين من الشعراء على مر العصور.
وهذا الحشد من المؤلفات التى كانت متداولة فى موريتانيا، والتى عنى بإحصائها الدكتور محمد المختار فى مقدمات كتابه:«الشعر والشعراء فى موريتانيا» يدل بوضوح على أن موريتانيا-وإن لم تقم على شئونها قبل العصر الحديث دولة تنظم ثقافتها وحياتها العلمية- فإنها استطاعت بفضل عنايتها بالعلوم الإسلامية أن تصبح ذات ثقافة علمية قيمة وأن يصبح لها علماء فى مختلف فروع العلوم الإسلامية والعربية.
[(د) أعلام العلماء فى موريتانيا]
نتوقف قليلا لنعرض أعلام موريتانيا من العلماء ممن ترجم لهم الدكتور محمد المختار ترجمات مفصّلة فى كتابه:«دراسات فى تاريخ التشريع الإسلامى فى موريتانيا» وسنعرضهم عرضا تاريخيّا موزعين على العلوم الإسلامية والعربية ونضم إليهم طائفة من العلماء المترجم لهم عند الشنقيطى فى القرن الثالث عشر الهجرى قبل العصر الحديث. ومن الصعب الدقة فى هذا