للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينوه طويلا بحسين (١) المحلى المتوفى سنة ١١٧٠ هـ‍ ومعارفه فى الجبر والمقابلة والحساب ومصنفاته، كما ينوه بتلميذه محمد (٢) بن موسى الجناجى المتوفى سنة ١٢٠٠ هـ‍/١٧٨٦ م ومؤلفاته فى الرياضيات. ويذكر الجبرتى فى القرن المذكور أسماء رياضيين آخرين مما يدل على أن مصر ظلت تعنى بالرياضيات والهيئة والفلك طوال أيام العثمانيين. ويبدو أن الجبرتى وغيره ممن ترجموا لعلماء القرنين السابقين لتاريخه العاشر والحادى عشر لم يعنوا بالترجمة للأطباء. إلا ما قد يذكرونه عفوا مثل شهاب الدين بن سلامة (٣) القليوبى المتوفى سنة ١٠٥٩ هـ‍ وله عدة كتب طبية كانت رائجة فى زمنه، وأهم من هذه الكتب وكان أكثر منها رواجا كتاب التذكرة الطبية للأنطاكى (٤) داود بن عمر المتوفى سنة ١٠٠٨. ومن يقرأ الجبرتى وتراجمه فى القرن الثانى عشر الهجرى يراه يذكر طبيبا يسمى قاسم (٥) بن محمد المتوفى سنة ١١٩٣ وكأن عناية مصر بالطب ظلت إلى أواخر العهد العثمانى، وليس ذلك فحسب، فإن الجبرتى يذكر أنه عهد إليه تدريس الطب بالمارستان المنصورى، ومعنى ذلك أن مارستان المنصور قلاوون الذى مر بنا ذكره وإشادة ابن بطوطة وغيره به ظل قائما طوال أيام العثمانيين، وظل قائما معه تدريس الطب لطلابه فيه، بالضبط كما كان الشأن أيام المنصور قلاوون ومن تلاه من المماليك.

[(ب) علم الجغرافيا]

ولم نتحدث حتى الآن عن علم الجغرافيا ونشاط مصر فيه والمصريين، ولعل أول ما يلقانا من ذلك ما نقرؤه فى القسم الثالث من كتاب فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم المتوفى سنة ٢٥٧ للهجرة وفيه يتحدث عن خطط الفسطاط والجيزة والإسكندرية. ولمعاصره محمد بن يوسف الكندى المتوفى سنة ٢٥٠ كتاب بعنوان الخطط (٦) سقط من يد الزمن. ونزل مصر واستقرّ بها فى سنة ٣٣٤ المسعودى على بن الحسين المتوفى سنة ٣٤٥ ويشتهر بكتاباته التاريخية وحشده فيها كثيرا من المعارف الجغرافية عن الأرض وجبالها وأغوارها وبحارها وأنهارها وسكانها وأحوالهم


(١) الجبرتى ١/ ٢١٩.
(٢) الجبرتى ٢/ ١٢٥.
(٣) خلاصة الأثر ١/ ١٧٥.
(٤) انظر مصادر ترجمة داود الأنطاكى فى قسم الشام ص ٥٦٠
(٥) الجبرتى ٢/ ٥٤.
(٦) تاريخ الأدب الجغرافى لكراتشكوفسكى ترجمة صلاح الدين عثمان هاشم (نشر لجنة التأليف والترجمة والنشر) ١/ ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>