هو محمد بن عمر بن المرحل المعروف بابن الوكيل الدمياطى، ولد بدمياط سنة ٦٦٥ وانتقل مع أبيه إلى دمشق، ونشأ بها، وتولى التدريس فى غير مدرسة هناك، ثم انتقل إلى القاهرة، وأسند إليه التدريس بها فى زاوية الشافعى والمشهد الحسينى والمدرسة الناصرية إلى أن توفى سنة ٧١٦. ويقول السبكى: كان إماما كبيرا بارعا فى مشهد الشافعى يضرب به المثل فى البحث نظارا مفرط الذكاء عجيب الحافظة. وبجانب ما كان يحفظ من كتب الفقه والحديث النبوى كان يحفظ مقامات الحريرى وديوان المتنبى، ويشيد مترجموه بما كان له من شعر ورباعيات وموشحات.
وكانت له مشاركة فى الشعر الشعبى: الزجل والبلاليق التى تدور فى الهزل. ومن قوله فى إحدى موشحاته:
ما أخجل قدّه غصون البان ... بين الورق
إلا وسبا المها مع الغزلانى ... حسن الحدق
الصحة والسقام فى مقلته ... والجنّة والجحيم فى وجنته
ما أبدع معنى لاح فى صورته ... كالورد حواه ناعم الرّيحان
بالطّلّ سقى
والقدّ يميل ميلة الأغصان ... للمعتنق
أحيا وأموت فى هواه كمدا ... من مات جوى فى حبّه قد سعدا
يا عاذل لا أترك وجدى أبدا
وقد استخدم ابن الوكيل فى هذه الموشحة وزن الرباعيات، ليدل على قدرته فى ضبط النغم واللحن، وأنه لا يقل عن المحّار الحلبى معاصره الذى حاكاه فيها وفى وزنها إبداعا وافتنانا.
(١) راجع ترجمة ابن الوكيل فى الفوات ٢/ ٥٠٠ والوافى بالوفيات ٤/ ٢٦٤ والنجوم الزاهرة ٩/ ٢٣٣ وشذرات الذهب ٦/ ٤٠ والدرر الكامنة لابن حجر ٤/ ٢٣٤ وحسن المحاضرة ١/ ٤١٩ والبداية والنهاية ١٤/ ٨٠ وطبقات الشافعية للسبكى ٩/ ٢٥٣ والبدر الطالع ٢/ ٢٣٣ وعقود اللآل فى الموشحات والأزجال للنواجى (انظر الفهرس).