للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الخامس

رواية الشعر الجاهلى وتدوينه

[١ - رواية العرب للشعر الجاهلى]

مرّ بنا فى غير هذا الموضع أن العرب الشماليين نمو الخط النبطى وتطوروا به إلى خطهم العربى منذ أوائل الجاهلية أو لعلهم وصلوا إلى ذلك قبل فجرها، فقد وجدت نقوش مختلفة تشهد بذلك، ونرى شعراءهم يشيع عندهم تشبيه الأطلال ورسوم الديار بالكتابة ونقوشها من مثل قول المرقّش الأكبر (١)».

الدّار قفر والرسوم كما ... رقّش فى ظهر الأديم قلم

ويقال إنه كان يحسن الكتابة وإنه كتب على بعض الرّحال قصيدة له حين وقع أسيرا فى يد بعض العرب (٢)، ويقول سلامة ابن جندل (٣):

لمن طلل مثل الكتاب المنمّق ... خلا عهده بين الصّليب فمطرق

ولعله يقصد بالكتاب الصحيفة، ويقول لبيد فى مطلع معلقته:

عفت الديار محلّها فمقامها ... بمنى تأبّد غولها فرجامها (٤)

فمدافع الرّيّان عرّى رسمها ... خلقا كما ضمن الوحىّ سلامها (٥)

وجلا السيول عن الطلول كأنها ... زبر تجدّ متونها أقلامها (٦)


(١) المفضليات (طبع دار المعارف) ص ٢٣٧، رقش: زين ونمق.
(٢) الأغانى (طبعة دار الكتب) ٦/ ١٣٠
(٣) الأصمعيات (طبعة دار المعارف) ص ١٤٦ والصليب ومطرق: موضعان.
(٤) عفت: درست وامحت، تأبد: توحش. والمحل: حيث يحل القوم. والمقام: المجلس، ومنى: موضع بحمى ضرية، والغول والرجام: جبلان أو موضعان.
(٥) مدافع الريان: موضع، والرسم: آثار الديار، وخلقا: دروسا، والوحى: جمع وحى وهو الكتابة، والسلام: الحجارة الرقيقة.
(٦) الزبر: جمع زبور وهو الكتاب، وتجد: تجدد.

<<  <  ج: ص:  >  >>