للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزيديين وبين العثمانيين، وتترك الدولة العثمانية اليمن لأهلها سنة ١٠٤٥ فتكثر فيها الفتن والانقسامات حتى فى أسرة الأئمة الرسيين ويستتب الحكم للإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن القاسم (١٠٥٤ - ١٠٨٧ هـ‍) وقد ظلت الإمامة فى عقبه إلى أن تخلصت منهم اليمن فى ثورتها الأخيرة، وكان المتوكل مظفرا استولى على عدن وحضرموت وظفار وجمع بلاد اليمن وتوالى الأئمة من بعده. وحدث فى عهد الإمام المنصور بالله على بن المهدى أن زاره القبطان الإنجليزى ولسن عند نزول نابليون بونابرت مصر، ونزل له طائعا عن جزيرة ميّون المسماة ببريم فى مضيق باب المندب بالبحر الأحمر! وهى تقسم البحر عندها قسمين.

وما نصل إلى عهد الإمام الناصر لدين الله حتى يحتل الإنجليز سنة ١٢٥٥ هـ‍/١٨٣٩ م ميناء عدن بالقوة بعد مناوشات قليلة مع جنود سلطان لحج، وأصبحت مستعمرة إنجليزية. ورأى الأتراك طمع الدول الأوربية فى اليمن، وأحس أئمتها بحاجتهم إليهم، فعادوا إلى احتلال اليمن سنة ١٢٦٥ هـ‍/١٨٤٩ م بينما مضى الإنجليز يضمون إلى مستعمرة عدن تسع محميات أهمها لحج وحضرموت. وأخذت المناوشات تعود ثانية بين الأئمة الزيديين وبين الأتراك العثمانيين إلى أن تولى مناهضتهم لا فى هذا العصر ولا فى أواخره بل فى العصر الحديث الإمام الزيدى يحيى بن محمد حميد الدين

حضرموت (١) وظفار وتاريخهما

تقع حضرموت فى جنوبى الجزيرة على بحر العرب، وهى إقليم جبلى يتوسطه واد يمتد من الشرق إلى الغرب وتتفرع منه أودية كثيرة وكانت تشتهر قديما باسم أرض اللّبان، وأهم مدنها فى الداخل شبوة وشبام وتريم وسيّون وعلى الساحل الشّحر والمكلاّ، وكانت تسكنها قديما قبيلة كندة، ومازال الولاة يتتابعون عليها من قبل الخلفاء فى صدر الإسلام وزمن الدولتين الأموية والعباسية. ولما تولى محمد بن زياد اليمن أضيفت إليه، وظل لبنيه نفوذ فيها، حتى ولى بنو يعفر صنعاء وأقاموا دولتهم بها، فإنهم مدوا أيديهم إليها وظلت تتبعهم، وحاول الحضارمة الثورة عليهم، ولكن ثورتهم أخفقت، وقدمها فى أثناء حكمهم لها سنة ٣١٧ للهجرة الشيخ أحمد بن عيسى جد آل باعلوى، منتسبا نسبا شريفا إلى الحسين بن على، ونزل بتريم وأصبح له فيها زعامة روحية هو وأسرته إلى اليوم، وهى زعامة أتاحت للشيعة


(١) انظر فى حضرموت وظفار وتاريخهما ابن الأثير وابن خلدون فى مواضع متفرقة ومعجم البلدان لياقوت وتاريخ حضرموت السياسى لصلاح البكرى وتاريخ الدولة الكثيرية لمحمد بن هاشم وصفحات من التاريخ الحضرمى لسعيد عوض باوزير ودائرة المعارف الإسلامية وما بها من مراجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>