للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوقائع فى غير هذا الموضع، وفى وقائعه مع الصفار يقول ابن فيد الطائى مصوّرا.

انتصاره (١):

وولىّ عهد المسلمين موفّق ... بالله أمضى من شهاب ثاقب

يا فارس العرب الذى ما مثله ... فى الناس يعرف آخر لنوائب

وتولّى الخلافة المعتضد، وكان مثل أبيه شجاعة وفروسية وحزما، ومرّ بنا أنه كان من مدّاحه ابن الرومى فهو يهنئه فى الأعياد المختلفة وينتهز كل مناسبة لينظم فيه أشعاره مهللا ممجدا. ونظم فيه ابن المعتز كثيرا من مدائحه. كما أسلفنا، وكان قرّة عينه، وله صنع أرجوزته التاريخية التى صوّر فيها عهده تصويرا بارعا، وفيها أصلى خصوم العباسيين نارا حامية، مصورا بشاعة ثورتى الزنج والقرامطة، وكأنما جرّد من نفسه محاميا أمام أبناء عمومته العلويين مدافعا عن بيته وحقوقه فى الخلافة، ومرّ بنا ذلك فى حديثنا عنه. ويتولّى المكتفى بعد أبيه المعتضد ويسبغ عليه ابن المعتز مدائحه، كما يسبغها أبو بكر الصولى وغيره. ثم تكون خلافة المقتدر وتأخذ الدولة فى الانتكاس. ويظل الشعراء يقدمون مدائحهم للخلفاء طلبا للنوال من أمثال ابن بسّام (٢) وغير ابن بسام. ونحن نقف عند ثلاثة من شعراء العصر طالما مدحوا خلفاءه، وهم مروان بن أبى الجنوب وعلى بن يحيى المنجم وأبو بكر الصولى.

مروان بن أبى الجنوب أبو السمط (٣)

حفيد مروان بن أبى حفصة شاعر الخليفة المهدى، أصل موطنهم اليمامة، وقد سلك مسلك جدّه فى الطعن على آل على بن أبى طالب، فكان طبيعيّا أن يفتح له جعفر المتوكل أبواب قصره وقد بلغ من حنقه على أبناء عمه العلويين


(١) طبرى ٩/ ٥٢٠.
(٢) انظر أخبار الراضى والمتقى فى كتاب الأوراق للصولى.
(٣) راجع فى أخبار مروان وأشعاره الشعر والشعراء لابن قتيبة وطبقات الشعراء لابن المعتز ص ٣٩٢ ومروج الذهب ٤/ ٥٢، ٨٣ والطبرى ٩/ ٢٣٠ والأغانى (طبعة الساسى) ٩/ ٣٤ وتاريخ بغداد ١٣/ ١٥٣ والفهرست لابن النديم ٢٣٥ ومعجم الشعراء للمرزبانى ص ٣٢١ والموشح ص ٣٤٤ ووفيات الأعيان وخزانة الأدب للبغدادى ١/ ٤٤٧

<<  <  ج: ص:  >  >>