تتوسط الجزائر فى الشمال الإفريقى بين المغرب الأدنى: تونس شرقا والمغرب الأقصى: مراكش غربا، ولذلك سماها جغرافيو العرب المغرب الأوسط. ويحدها شمالا البحر المتوسط ويمتد عليه ساحلها نحو ١٢٠٠ كيلو مترا، وهو ساحل صخرى حجرى، ولذلك تقل عليه- بل تنعدم-الخلجان العريضة، وعلى منعطفات فيه أو خلجان صغيرة نشأت موانى الجزائر، وأهمها من الشرق إلى الغرب عنابة (بونة قديما) فإسكيكدة، فجيجل، فبجاية، فدلس، فالجزائر (المدينة) فشرشال، فتنس، فأزرو، فوهران، فالمرسى الكبير.
وتلى الساحل من الشرق إلى الغرب جبال أيدوغ المشرفة على عنابة، ثم زكار والظهرة بين مدينة الجزائر وميناء أزرو، ثم الطرارة إلى الغرب. وجنوبى تلك الجبال تمتد من الشرق إلى الغرب سلسلة جبال الأطلس التلّى بادئة بجبال مجردة، فجبال البابور، فجبال الجرجرة شمالا والبيبان جنوبا، فجبال تيطرى وشماليها جبال مدينة البليدة، ثم جبال الونشريش، فجبال سعيدة، فجبال الضاية، فجبال تلمسان. وتكتظ مناطق تلك الجبال بسهول واسعة وعيون ونهيرات وبعض أنهار، مما جعلها أوسع مناطق الجزائر عمرانا، وإذا كان ساحل الجزائر يتميز بكثرة حدائقه وبساتينه فإن تلك المناطق التلية تتميز بغاباتها وزروعها وأشجارها المثمرة ومن أهم مدنها قالمة وقسنطينة فى الشرق، ومليانة جنوبى شرشال وتلمسان فى الغرب.
وتمتد جنوب هذا الأطلس التلى هضبة كبيرة، وهى قفار واسعة ينبت بها شجر الحلفا وعشب كثير فى الربيع فتؤمها قطعان الأغنام والماشية من الجنوب للرعى حتى اقتراب زمن الشتاء، فتنسحب إلى ديارها ومواطنها جنوبا. وتطوّق الهضبة سلسلة جبال الأطلس الصحراوى، ومن أهم أجزائها شرقا جبال أوراس، وإلى الشمال من تلك الجبال جبال
(١) انظر فى جغرافية الجزائر كتاب المغرب فى ذكر بلاد إفريقية والمغرب لأبى عبيد البكرى وصفة المغرب وأرض السودان ومصر والأندلس (مقتبس من نزهة المشتاق للإدريسى) طبع ليدن، وكتاب صورة الأرض لابن حوقل وكتاب الجزائر للأستاذ أحمد توفيق المدنى (طبع الجزائر) وكتاب تاريخ الجزائر لمبارك الميلى (طبع الجزائر) ص ٢٧ وما بعدها ومادة الجزائر فى دائرة المعارف الإسلامية.