للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحضنة، وأنشأ فى أحد سهولها الخليفة الفاطمى المهدى مدينة المسيلة (المحمدية قديما) وشرقى سهلها خرائب مدينة طبنة عاصمة الزاب أيام الدولة الأغلبية التونسية، وإلى الجنوب من المسيلة قلعة بنى حماد عاصمة دولتهم. وإذا مضينا بعد جبال الأوراس غربا فى سلسلة جبال الأطلس الصحراوية لقيتنا جبال الجلفة، فجبال عمور، فجبال القصور. وجبال هذه السلسلة أعلى وأضخم من جبال الأطلس التلّى وكثير منها جبال جرداء.

وإذا انحدرنا من هذه الجبال نحو الجنوب لقيتنا الصحراء الكبرى، ويسمى القسم الشرقى منها أرض تقرت، وبه واحات متناثرة تكتظ بالنخيل وببعض الأشجار المثمرة، وإلى الغرب من هذه القسم الصحراوى الشرقى أرض ميزاب وعاصمتها غرداية، وهى أكثر جدبا من القسم الشرقى، وإليها هاجر الإباضيون حين دالت دولتهم فى تاهرت، وقد حفروا بها آلاف الآبار، وأحالوا بقاعا منها كثيرة إلى واحات غنية بالنخيل والحدائق والبساتين، وبذلك بثوا فيها غير قليل من الحياة والحضارة والعمران.

والأمطار تبدأ فى الجزائر منذ شهر أكتوبر وتغزر فى شهر يناير بالمنطقة الساحلية ومنطقة الأطلس التلّى، وتأخذ فى القلة بالهضبة الوسطى بين سلسلتى جبال الأطلس التلية والصحراوية، وتكاد تنعدم فى أكثر أجزاء الأطلس الصحراوى وجنوبيه فى الصحراء الكبرى. ولقلة الأمطار داخل الجزائر لم تتكون بها أنهار كبيرة، إنما تكونت غالبا نهيرات ومجار للمياه قصيرة، وهى جميعا لا تجرى إلا فى الشتاء فصل الأمطار، ومنها ما يتجه إلى البحر المتوسط، وقد تتجه إلى البحيرات المالحة فى الهضبة أو إلى الصحراء حيث تغيب فى طبقات الرمال. وأهم أنهارها مجردة فى الشرق، وينبع من الجبال المتاخمة لإقليم الزاب، وهو كثير المنعرجات فى مجراه الجبلى، ويخترق شرقى الجزائر متجها إلى الديار التونسية حتى مصبه بالقرب من قرطاجة فى البحر المتوسط، ويعد نهرا تونسيا أكثر من جزائريا لمسيرته الطويلة فى الديار التونسية. وأطول أنهار الجزائر الداخلية نهر شلف وينبع من جبال عمور فى الأطلس الصحراوى، ويتجه إلى الشمال، وترفده نهيرات كثيرة، ويخترق منطقة الأطلس التلّى، ويتجه شرقا ثم يغير اتجاهه إلى الشمال، وعند مدينة مليانة جنوبى شرشال يتجه إلى الغرب حتى مدينة مستغانم ويصب فى خليج أزرو. ووراء هذين النهرين الكبيرين نهيرات كثيرة أو أنهار ومجار صغيرة منها نهير سيبوز النابع من الجبال المتاخمة لقسطنطينية ويصب فى البحر المتوسط بالقرب من عنابة، ونهير العروش ومصبه بالقرب من إسكيكدة، ونهير الرمل أو الوادى الكبير ويرفده بومرزوق المخترق لقسطنطينية ويصب شرقىّ جيجل، ونهير الصمام ومصبه بالقرب من بجاية، ونهير حميز ومصبه فى خليج مدينة الجزائر، ونهير الحراش ويخترق سهول المتيجة ومصبه قريب من مدينة الجزائر إلى غير ذلك من نهيرات، كلها غير صالحة للملاحة. والنهيرات الداخلية، منها

<<  <  ج: ص:  >  >>