للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتظل المواليا حية فى أيام المماليك وأيضا فى أيام العثمانيين. وكانت تتوزعها منذ القرن السابع الهجرى الأنواع التى مرت فى الزجل وهى: البلّيق، وموضوعه الغزل وقد تصحبه الخلاعة، وأنشد الجبرتى من أمثلته الغزلية البارعة قول الشيخ الشمس الحفنى الشافعى الخلوتى:

خطر علىّ غزالى مر ما اتكلّم ... فوّق جفونه وقلبى والحشا اكّلّم

إيش كان يضرّه إذا بالراس لى سلّم ... حتى أسر مهجتى لولا السلام سلّم

والنوع الثانى القرقيا وينظم فى الهزل والفكاهة وما يتصل بهما ويسوق الجبرتى منه مثل قول حسن شمّه.

قالوا تحب المدمّس؟ قلت بالزيت حارّ ... والعيش الابيض تحبّه قلت والكشكار

قالوا تحب المطبّق؟ قلت بالقنطار ... قالوا اش تقل فى الخضارى قلت عقلى طار

والفول المدمس طعام شعبى لأهل مصر ومثله الكشك، والمطبق نوع من الرقاق محشو بالنقل والسكر، أما الخضار فمن طيور البحيرات. والنوع الثالث من المواليا المكفّر وينظم فى الحب الإلهى والمديح النبوى والمواعظ وفى ديوان ابن الفارض منه أمثلة متعددة. ويسوق منه الجبرتى قول الشيخ شمس الحفنى أو الحفناوى وهو مواليا يمكن قراءتها معربة على هذا النمط.

بالله يا قلب دع عنك الهوى واسلم ... من كلّ ميل ووافى عهدهم أسلم

والزم حمى سادة من أمّهم يسلم ... واسلك سبيل التّقى يوم اللّقا تسلم

ويقول صفى الدين الحلى إن القوما خاصة بسحور رمضان من قول المغنين فى آخر كل بيت فيها «قوما قوما للسحور». أما الكان وكان فالشطر الأول من البيت فيه غالبا يكون أطول من الشطر الثانى وهو خاص بالحكايات والخرافات والمراجعات فكأن قائله يحكى ما كان وكان. ويقول إن فن القوما وكذلك فن الكان وكان لا يعرفهما سوى أهل العراق (١). ويحكى ابن تغرى بردى منه منظومة فى وقعة قوصون ساقى الناصر بن قلاوون وما كان من قتله، وهى تستهل على هذا النمط (٢):

من الكرك جانا الناصر ... وجب معه أسد الغابه


(١) العاطل الحالى ص ١٤٨، ١٧١، ١٧٢
(٢) النجوم الزاهرة ١٠/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>