يألفه ويقربه منه لطرافة تورياته وله فى زوجته مداعبا:
لما جلوا عرسى وعاينتها ... وجدت فيها كلّ عيب يقال
فقلت للدلاّل ماذا ترى؟ ... فقال: ما أضمن إلا الحلال
والدلال: جالب العروس، ولكلمة الحلال معنيان: ضد الحرام والمباح. ومن تورياته مداعبا بعض من أمر بصفعه، فحتى فى هذا الموقف يفزع إلى التورية قائلا:
ما كان صفح بالرّضا ... لكنه من خلف أذنى
لولا يد سبقت له ... لأمرته بالكفّ عنى
وفى البيت الأول تورية فى كلمة «من خلف أذنى» إذ تحمل معنيين هما القفا موضع الصفح وعدم الاكتراث. وفى البيت الثانى تورية فى كلمة «يد» إذ لها معنيان هما النعمة والصفع باليد، وبالمثل لكلمة «الكف» معنيان هما: الانصراف عن الشئ والصفع بالكف. ومن تورياته:
وخادم يعلو على عشاقه ... برتبة من الجمال نالها
وإسمه-وهو العجيب-محسن ... وكم دموع فى الهوى أسا لها
وفى كلمة «أسالها» تورية إذ تحمل معنى قريبا هو إسالة الدمع ومعنى بعيدا من الأسى وهو الحزن كأنه يرق لمحبيه حين يرى دموعهم ويحزن لهم. ومن لطائف تورياته:
ما مصر إلا منزل مستحسن ... فاستوطنوه مشرقا أو مغربا
هذا وإن كنتم على سفر به ... فتيمّموا منه صعيدا طيبّا
وقد اقتبس الشطر الأخير من الآية القرآنية: (فتيمموا صعيدا طيبا) وهو لا يريد معنى الصعيد فى الآية وهو وجه الارض وإنما يريد صعيد مصر ووجهها القبلى، وهى تورية بديعة، ومن ذلك قوله:
حزن الخزّان لما أن رأى ... نيلنا قد عمّ سهلا وجبل
ورأى الأرض لنا قد أخرجت ... سنبلات ذات حبّ فاختبل
وبكى إذ رمدت أعينه ... زادها الله عروقا وسبل