المسجد بقلعة الجبل سقطت عليه فمات ودفن تحت أنقاضها، وهو يعد أستاذ فن الزجل لزمنه، فعنه تلقاه كثير من المصريين، ويبدو أنه نظمه فى موضوعات كثيرة: فى المديح والرثاء والأحداث السياسية، ومن زجل له فى مديح السلطان شعبان (٧٦٤ - ٧٧٨ هـ) وكان محبوبا من رعيته:
حبّ قلبى شعبان موفّق رشيد ... وجمالو أشرق ومالو حدود
وأبوه الحسن وعمه الحسين ... وارث الملك من جدود لجدود
زعق السعد بين يديك شاويش ... فرح القلب بعد ما كان حزين
ونصب لك كرسى على المملكه ... وظهر لك نصره بفتحو المبين
والعصايب من حولك اشتالت ... -خفقت فى الركوب عليك-البنود
فاحكم احكم فى مصر يا سلطان ... فجميع الجنود لحسنك جنود
والشاويش: رتبة عسكرية، ويريد الغبارى أن السعد مثل بين يدى السلطان شعبان مؤتمرا بأمره، ويقول إن العصابات أو جماعات الفرسان والرجالة اشتالت أى رفعت البنود والأعلام كناية عن أنه أصبح فى مصر صاحب الأمر والنهى والسلطان. ونراه متصلا بابنه السلطان على (٧٧٨ - ٧٨٣ هـ) ناظما الأزجال فى الأحداث الكبرى لأيامه، من ذلك زجل طويل نظمه فى وقعة العربان بالبحيرة القريبة من الإسكندرية، وفى مطالعه يقول:
جا الخبر يوم الأربعا ... بأنو فى ليلة الأحد
جا دمنهور عرب خدوا ... سوقها وأخربوا البلد
وابن سلام أميرهم ... هو الذى للجميع حشد
فبرز أيتمش سريع ... بمماليك وجند نوب
وعدد مالها عدد ... ويطلبوا لهم طلب
حضروا ما التقوا أحد ... من جميع العرب حضر
وله وراء ذلك أزجال كثيرة فى النصائح والوصايا والحكم، ولعلها أروع مما أنشدناه، إذ كانت تفصل من روحه ومن خبرته بالحياة، وكأنما يريد بها إلى حسن التربية وإحكام السلوك والانتفاع بخبرة الآباء والأسلاف وتجاربهم فى الحياة، من مثل قوله فى زجل طويل:
فى الناس رأينا للخير معادن ... والدرّ يوجد فى كنز مثله