للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتولى أمر القرامطة بعده ستة نفر، وأخذت دولتهم فى الاضمحلال. ولا نصل إلى سنة ٣٧٨ حتى يجمع شخص يسمى الأحيفر من بنى المنتفق بن عامر بن عقيل جمعا كبيرا، وينازل به القرامطة، ويستولى منهم على القطيف، ولا تقوم لهم بعد ذلك قائمة.

وعمّت الفوضى فى البحرين إلى أن غلب عليها نهائيا الأصفر بن أبى الحسن الثعلبى سنة ٣٩٨ وكان يخطب للطائع العباسى، واستقرت الدولة له. واختلفت فى أيامه قبيلة بنو ثعلب مع بنى عقيل، فأخرجوهم من ديارهم إلى العراق، وطالت أيام الأصفر، واتسع به طموحه، فحاول التغلب على الجزيرة والموصل، ونازله بنو عقيل هناك سنة ٤٣٨ وعاد إلى البحرين ووافاه أجله. وبقى الملك فى البحرين بعده متوارثا فى بنيه إلى أن ضعفوا وتلاشوا.

وتخلفهم دولة بنى العيونى بزعامة مؤسسها عبد الله بن على. إذ استطاع الاستيلاء على البحرين بمساعدة ملكشاه السلجوقى سنة ٤٦٦ وقد جعل همه القضاء على البقية الباقية من دعوة القرامطة، وكان لا يزال لها فى البحرين أتباع كثيرون. وتوفى سنة ٥٠٠ للهجرة، فخلفه ابنه الفضل إلى سنة ٥٠٧ ووليها بعده ابنه محمد المكنى بأبى سنان حتى مقتله سنة ٥٢٥ وكان ذلك فاتحة عهد سيئ من المنازعات بين أبناء الأسرة. ووليها بعده ابنه أبو فراس غرير، وولى الأحساء فى أيامه عمه عبد الله بن على وولى ابنه أبو الحسن القطيف. والمصدر الوحيد لتاريخ هذه الأسرة ديوان ابن المقرب الذى يقدم لنا تفاصيل كثيرة عن ولاة البحرين العامّين من العيونيين وولاة مدنها المختلفين. ويختلط بعضهم ببعض فى الديوان، ومن أهمهم محمد بن أبى الحسين الذى تولى زمام الأمور فى البحرين سنة ٥٨٤ وقد استطاع أن يفرض نفوذه على قبائل نجد مما جعل الخليفة الناصر (٥٧٥ - ٦٢٢ هـ‍) يعهد إليه بخفارة الحاج من بغداد إلى مكة ذهابا وإيابا وفرض له نظير ذلك ألفا وخمسمائة حمل حنطة وشعير وأرز وتمر وألفا ومائتى ثوب أكثرها من الإبريسم. وسمع فى سنة ٥٩٨ بأن بعض عشائر من طيئ تتجمع فى طريق مكة لقطع الطريق على الحجاج، فنكل بهم تنكيلا شديدا. وجمعوا له جموعا كثيرة ولكنه أنزل بهم هزيمة ساحقة، مما جعل جميع قبائل نجد تدين له بالولاء كما جعل الأمن يعم الجزيرة. ويغتال سنة ٦٠٣ ويخلفه غرير بن الحسن بن شكر، ويسلبه الإمارة الفضل بن محمد بن أبى الحسين ويفتك به ثأرا لأبيه. وتكثر الخلافات والحروب بين أبناء الأسرة، وتأخذ فى الضعف تدريجا، ويستولى أبو بكر بن سعيد أحد ملوك فارس على جزيرة أوال (البحرين الحالية) سنة ٦٣٣ ويكون ذلك إيذانا بانتهاء دولة العيونيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>