للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتاب قواعد الإسلام وكتاب قناطر الخيرات فى ثلاثة أجزاء. ونلتقى بأبى ساكن عامر الشماخى المتوفى سنة ٧٩٢ عزم على أن يؤلف مدونة كبرى فى الفقه وأخرج منها أربعة أجزاء أولها فى الصلاة، والثانى فى الزكاة والصوم والحج والنذور والأيمان والحقوق، والثالث فى البيوع والقسمة والرهن، والرابع فى الوصايا والهبات. ونلتقى فى القرن العاشر ببدر الدين أحمد الشماخى المتوفى سنة ٩٢٨ ومن أهم كتبه مقدمة فى أصول الفقه. وللإباضية مجموعتان فقهيتان:

مجموعة تسمى الديوان ألفها سبعة من فقهائهم فى نفوسة، ومجموعة ثانية تسميها ديوان العزابة ألفها عشرة من فقهاء نفوسة الكبار.

وقد مر المذهب الفقهى الإسماعيلى الفاطمى على ليبيا مرورا سريعا فقد كان الناس منصرفين عنه إلا نفرا قليلا بل أقل من القليل رأوا التعلق بدنيا الفاطميين، وربما ألجأتهم إلى ذلك الضرورة، ولا نسمع فى طرابلس عن فقيه إسماعيلى إلا ما يروى عن خليل بن إسحاق ولم يكن فقيها بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة ولا كانت له مؤلفات فقهية، إنما حضر حلقات بعض الفقهاء حتى إذا دوّى طبل المهدى وابنه القائم أسرع فى الانضواء تحت لوائهما، ومثله محمد بن سيار الفقيه البرقى المتوفى سنة ٣١٠ ومثلهما محمد بن الحسن الطرابلسى الذى استدعاه يعقوب بن كلس وزير المعز الفاطمى إلى القاهرة وفوض إليه قضاء دمياط وبلبيس والفرما، وعلى شاكلتهم أبو جعفر أحمد بن خالد البرقى المتوفى سنة ٣٧٦ ومالك بن سعيد القرافى ولى القضاء بمصر فى عهد الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، وأمر بضرب عنقه سنة ٤٠٥ للهجرة.

وإذا كانت ليبيا نشطت فى علوم الفقه والحديث والتفسير والقراءات فإن نشاطها كان محدودا فى علم الكلام، إذ لا يعدو ما يقال عن اشتغالهم به وأن يذكر أن شخصا كان نحويا أو لغويا أو فقيها كبيرا كان يعتنق الاعتزال مثل محمد بن سالم الطرابلسى، ولا نعرف إلى أى حد كان يتمثل مبادئه، ويذكر أن معاصره أبا خزر النفوسى الإباضى ناظر أحد المعتزلة فى القرن الرابع وانتصر عليه، ويقال إن الفقيه المالكى الكبير أحمد بن نصر الداودى ألف رسالة فى الرد على القدرية (المعتزلة) بعنوان الإيضاح ولو أنها وصلتنا لاستطعنا أن نأخذ صورة عن مباحث علم الكلام فى ليبيا وبالأخص فى طرابلس بلدته. ويقال إن الفقيه المالكى الكبير الدوكالى كان يدرس لطلابه من أمثال عبد السلام الأسمر فى القرن العاشر الهجرى مقدمة الأشعرى فى التوحيد، ويبدو أن ليبيا أصبح مثلها مثل البلاد المشرقية والمغربية منذ القرن الخامس الهجرى وما بعده تؤثر المذهب الأشعرى الكلامى على الاعتزال وغيره من المذاهب الكلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>