معن بن زائدة الذى زيدت به ... شرفا إلى شرف بنو شيبان
إن عدّ أيّام الفعال فإنما ... يوماه يوم ندى ويوم طعان
وما زال يوالى مديحه له حتى توفى سنة ١٥٢ للهجرة، فأبّنه تأبينا حارّا، ومن رائع تأبينه له لاميته، وفيها يقول معبرا عن حزنه العميق وأساه:
أقمنا باليمامة بعد معن ... مقاما لا نريد له زيالا
وقلنا: أين نرحل بعد معن ... وقد ذهب النّوال فلا نوالا
ويقول من أخرى:
قل للمنية لا تبقى على أحد ... إذ مات معن فما ميت بمفقود
ولما ولى المهدى بعد أبيه المنصور وفد عليه، ولم يكد يلقى بين يديه أولى قصائده فيه حتى بهره بمديحه، ولم يكن مديحا عاديّا بالكرم والشجاعة والخلال الكريمة التى يقدرها العرب دائما، بل كان أيضا مديحا سياسيّا، إذ عمد إلى الدفاع عن حقوق العباسيين فى الخلافة والرد على العلويين وما يدعونه من هذه الحقوق، ولعل شاعرا لم يبلغ فى هذا الدفاع مبلغه، إذ كان يعرف كيف ينقضّ على العلويين بالحجة القاطعة على نحو ما نرى فى قوله:
هل تطمسون من السماء نجومها ... بأكفّكم أو تسترون هلالها
أو تجحدون مقالة عن ربكم ... جبريل بلّغها النبىّ فقالها
شهدت من «الأنفال» آخر آية ... بتراثهم فأردتم إبطالها
وهو يريد بآية الأنفال قوله تعالى:({وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)} يشير بذلك إلى حق العباسيين فى وراثة الخلافة وأنهم مقدمون فى هذا الحق على أبناء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم فاطمة الزهراء إذ العم مقدم على الأسباط فى الوراثة، على نحو ما هو معروف فى الشريعة الإسلامية. وبلغ من