للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممن كان يخص محمد بن عبد الله بن طاهر بمدائحه ابن أبى؟ ؟ ؟ .

وتصادف أن كانت له ضيعة بجوار إقطاع له، وكان عامل الحراج والعشور يلح عليه فى طلب عشوره وخراجه. وربما آذاه، فكتب إلى محمد يستغيث به من قصيدة طويلة (١):

أبنى حسين إننى ... أصبحت فى كنف الأمير

ولنا معاش فى قطي‍ ... ‍عته على الماء النّمير

لولا تردّد عامل ... كالكلب فى يوم مطير

فهل الأمير بجوده ... من قبح طلعته مجيرى

فلما قرأ محمد القصيدة وقّع تحتها قد أجرناك أبا عبد الله وأمرنا لك باحتمال خراجك-وكان فى كل سنة ستة آلاف درهم-وحمل إليه ألف دينار، وحلف عليه أن يقبلها. قال ابن أبى فنن: وصرت منذ هذا الحين أمدحه فى كل عام بقصيدة. ومن الولاة الذين طالما مدحهم الشعراء أبو جعفر أحمد بن محمد الطائى والى الكوفة. وهو من ممدوحى البحترى وابن الرومى، ومثله إبراهيم بن المدبر الذى ولى الدواوين فى سامرّاء وبغداد وولى فى بعض السنوات البصرة فأغرق الشعراء بأمواله وأغرقوه بمدائحهم. وهو ممدوح البحترى. ونرى شاعرا يكاد يخصه بمديحه وخاصة طوال مقامه فى البصرة، وهو أبو شراعة شاعرها، وكان لا يفارقه أيام تفقده؟ ؟ ؟ لها ولا يمنعه حاجة ولا شفاعة يسألها إلا حققها له، وفيه يقول (٢):

إنما لذّتاك فى المال شتّى ... صونك العرض وابتذال المال

ما نبالى إذا بقيت سليما ... من تولّت به صروف الليالى

ومرّ بنا فى حديثنا عن البحترى أنه مدح أحمد بن طولون أمير مصر وابنه خمارويه وبعض قواده، وأنه كان يمدح الهيثم بن عبد الله التغلبى والى الموصل وسيما الطويل والى حلب ورافع بن هرثمة والى الرىّ، كما مدح بعض قواد الترك مثل وصيف الصغير وأذكوتكين. ولا بد أن شعرا كثيرا نظم فى مديح القواد، إذ تشير


(١) طبقات الشعراء لابن المعتز ص ٣٩٦ والديارات ص ١٢٥.
(٢) أغانى (طبع الساسى) ٢٠/ ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>