أخوهما بوكدار بن هولاكو سنة ٦٨١ وأسلم وحسن إسلامه، وتسمى أحمد، وبنى بممالكه الجوامع والمساجد وصالح السلطان الملك المنصور قلاوون الذى فرح بإسلامه. وحاول أن يحمل عسكره على الإسلام فقتلوه سنة ٦٨٣ وملك بعده ابن أخيه «أرغون بن أبغا» حتى سنة ٦٩٠ وكان سفاكا للدماء شديد الوطأة، وولى الملك بعده أخوه «كيختو» فأفحش فى الفسق بنساء المغول وبناتهم فوثب عليه ابن عمه بيدو بن طرغاى بن هولاكو وقتله سنة ٦٩٣ ولم يلبث أن قتل بدوره فى أواخر هذه السنة، وملك بعده غازان بن أرغون بن أبغا بن هولاكو، وأسلم فى سنة أربع وتسعين، وتسمى محمودا، واحتفل بإسلامه ونثر الذهب والفضة واللؤلؤ على رؤس الناس، وأسلم غالب جنده وعساكره، وفشا الدين الحنيف بإسلامه فى ممالك التتار، وقد أختار المذهب السنّى.
وهو أجل ملوك المغول من بيت هولاكو، ودخلت جيوشه الشام فى سنة ٦٩٩ وتمت لها الغلبة على جيوش الناصر محمد بن قلاوون، وملك الشام، ولا نمضى إلى سنة ٧٠٢ حتى يكيل له الناصر محمد بن قلاوون الصاع صاعين، إذ تنشب بينهما الحرب بالقرب من دمشق، ويدمّر فيها جيش المغول أو التتار تدميرا، وظلت الصرخات والنياحات فى ديارهم-حين بلغهم الخبر-شهرين. واغتم غازان غما عظيما، ويقال إنه لم يصل إليه من جيشه إلا واحد من كل عشرة انتخبهم للحرب. وكان من قبله منذ هولاكو يحكمون باسم الخان الكبير فى بكين، فاتخذ لنفسه صفة الحاكم بإرادة الله، وكان الخراج يفرض قبله حسب أهواء الجباة من حكام المغول فأمر بأن تمسح الأراضى وأن يتّخذ ذلك أساسا فى فرض الضرائب حتى لا يظلم أحد، وأصلح النظام النقدى فى الدولة وجعله نقدا معدنيا صحيح الوزن، والقيمة، وأعاد للشريعة الإسلامية سلطانها وقوتها.
وكان يتخذ تبريز حاضرة له فزينها بالمساجد ودور العلم وشيد بها مرصدا فلكيا عظيما.
وتوفى سنة ٧٠٣ وولى الملك بعده أخوه «خدابندا» والعامة تسمية «خربندا» وكان سنيا ثم أصبح شيعيّا غاليا وأظهر الرفض فى بلاده سنة ٧٠٩ وأمر الخطباء أن لا يذكروا فى خطبهم إلا على بن أبى طالب وولديه وأهل البيت، وتوفى سنة ٧١٦.
وخلفه بو سعيد ابنه، وكان يعتنق المذهب الحنفى وكان ملكا جليلا مهابا حصيفا، وكان يجيد ضرب العود والموسيقى وصنّف فى ذلك، وكان حسن السيرة، أبطل عدة مكوس فى مملكته وأراق الخمور فى بلاده ومنع الناس من شربها وهدم الكنائس. وكانت بينه وبين الناصر محمد بن قلاوون مودة بعد وحشة، ومكاتبات ومراسلات، توفى سنة ٧٣٦. وهو آخر ملوك المغول المهمين من بيت هولاكو، وبوفاته تفرقت المملكة بأيدى حكّام