للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هجاء قبائل من تميم حين خذلت عمه شرحبيل فى يوم الكلاب فقد كان ابن الأعرابى لا يعرفها (١). وأما المقطوعة رقم ٢٠ (إن بنى عوف ابتنوا حسبا) التى قالها فى مديح عوير بن شجنة فيمكن أن تكون صحيحة. وأما المقطوعة رقم ٢١ (والله لا يذهب شيخى باطلا) فأغلب الظن أنها منتحلة لأنهم يروون أنه قالها حين بلغه مقتل أبيه ومرّ بنا فى رواية الهيثم بن عدى أنه كان حاضرا مقتله. وقد أنكر الأصمعى المقطوعة رقم ٢٢ (ألا إلا تكن إبل فمعزى) (٢). ويمكن أن تكون المقطوعة رقم ٢٣ (ألا يا لهف هند إثر قوم) التى يقال إنه نظمها حين أخطأ بنى أسد وأوقع ببنى كنانة صحيحة، ومثلها المقطوعة رقم ٢٤ التى يمدح فيها المعلّى الطائى والمقطوعة الخامسة والعشرون وأختها السادسة والعشرون، وهما مما نظمه فى أثناء مطاردة المنذر له. أما المقطوعة السابعة والعشرون (ديمة هطلاء فيها وطف) فمما رواه الأصمعى عن أبى عمرو ابن العلاء عن ذى الرمة (٣)، وهى لذلك من شعره الوثيق، أما الثامنة والعشرون التى تدور على إجازة الشطور بينه وبين التوءم اليشكرى، بحيث يقول امرؤ القيس شطرا ويتم البيت التوءم فأغلب الظن أنها من صنع الرواة، ولعل اتهامها هو الذى جعل الطوسى لا يرويها بين ما أسند روايته إلى الراوى الثبت المفضل الضبى.

وإذن لا يبقى صحيحا من رواية الأصمعى سوى القصيدتين الأوليين، وهما مطولتان، ومثلهما فى الصحة والثقة القصيدة الحادية عشرة والمقطوعة السابعة والعشرون لأنهما رويتا عن أبى عمرو بن العلاء، وتظل بعد ذلك المقطوعات أرقام ٦، ١٠، ١٤، ١٥، ٢٠، ٢٣، ٢٤، ٢٥، ٢٦ قابلة لأن تكون صحيحة. على أن كثرتها الكثيرة نظمت-إن صحت-بعد مقتل أبيه، يتعرض فيها لمن أجاروه ومن ردوه، وقد رويت طائفة منها على لسان ابن الكلبى فى أثناء حديثه الذى رواه له صاحب الأغانى عن طلب امرئ القيس لبنى أسد واستعدائه القبائل عليهم، ولذلك قلنا إنها يمكن أن تكون صحيحة. وكأنما الثابت الصحيح له إنما هو المعلقة أو القصيدة الأولى فى ديوانه، وتاليتها، ثم ما أنشده له أبو عمرو بن العلاء، أو بعبارة أخرى القصيدة الحادية عشرة والمقطوعة السابعة والعشرون.


(١) الديوان ص ٤١٤.
(٢) الديوان ص ١٣٧.
(٣) الديوان ص ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>