للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غريب الحديث. وجاء بعده ابن نقطة (١) محمد بن عبد الغنى الحنبلى المتوفى سنة ٦٢٩ وله ذيل على الإكمال لابن ماكولا فى مجلدين، وله كتاب التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد.

وكان يعاصره ابن الدّبيثى وابن النجار وسنعرض لهما فى حديثنا عن علم التاريخ. وجاء بعدهما من كبار الحفاظ ابن الفوطىّ المتوفى سنة ٧٢٣ وسنذكره معهما. وجاء بعده صفى الدين الحسين (٢) بن بدران مدرس الحديث بالمستنصرية المتوفى سنة ٧٤٩ وخلفه الكرمانى شمس الدين محمد بن يوسف المتوفى سنة ٧٨٦ وله الكواكب الدرارى فى شرح صحيح البخارى، وهو مطبوع بالقاهرة. وتلاه ابنه تقى الدين (٣) يحيى البغدادى المتوفى سنة ٨٣٣ وله شرح على صحيحى البخارى ومسلم.

وحتى الآن لم نعرض لكتب الحديث عند الشيعة الإمامية، ومن أهمها عندهم كتاب الأمالى لابن بابويه القمى المتوفى سنة ٣٨١ ولا يقل عنه أهمية كتاب الأمالى للمفيد (٤) محمد بن محمد بن النعمان المتوفى سنة ٤١٣ وهو أستاذ الطوسى المفسر الذى مر ذكره، وأماليه مطبوعة بالنجف، وهى تشتمل على اثنين وأربعين مجلسا تقتصر على أحاديث مروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته. وللطوسى كتب مختلفة فى الحديث مطبوعة بالنجف وأهمها الاستبصار فيما اختلف من الأخبار، وهو من الكتب الأربعة الأساسية فى العقيدة الإمامية. ودائما كتب الشيعة الإمامية فى العقيدة مشحونة بالأحاديث، وظل ذلك طوال هذا العصر على نحو ما نجد عند المطهر (٥) الحلى الحسين بن يوسف المتوفى سنة ٧٢٦ وكان رأس الشيعة الإمامية الاثنى عشرية بالحلّة، ولازم النصير الطوسى مدة واشتغل فى العلوم العقلية-كما يقول ابن حجر-فمهر فيها، وله مصنفات كثيرة فى الإمامة والشريعة، ردّ عليه فيها ابن تيمية وأظهر-كما يقول ابن حجر-أن كثيرا من الأحاديث عنده غير صحيحة.

وكما كانت بغداد دارا للحديث وحفاظه كانت أيضا دارا للفقه والفقهاء، وأول مذهب فقهى نقف عنده مذهب أبى حنيفة، ولعل أول فقيه حنفى جدير بالوقوف عنده فى هذا العصر القدورى (٦) أحمد بن محمد المتوفى سنة ٤٢٨ وله مختصر مشهور فى الفقه الحنفى لا يزال


(١) راجعه فى تذكرة الحفاظ ٤/ ١٩٧ والعبر ٥/ ١١٧ وابن خلكان ٤/ ٣٩٢ والشذرات ٥/ ١٣٢.
(٢) انظره فى الدرر الكامنة ٢/ ١٣٩ والشذرات ١/ ١٦٣.
(٣) راجعه فى الضوء اللامع ١٠/ ٢٥ والعزاوى ١/ ٦٧
(٤) انظره فى كتاب الرجال للنجاشى ٢٨٣ ومنهج المقال للاسترابادى ٣١٧ وروضات الجنات ٥٦٣ وبروكلمان ٣/ ٣٤٩.
(٥) راجعه فى الدرر الكامنة لابن حجر (طبعة دار الكتب الحديثة) ٢/ ١٥٨ والعزاوى ١/ ١٦٦.
(٦) انظره فى تاريخ بغداد ٤/ ٣٧٧ وابن خلكان ١/ ٧٨ والعبر ٣/ ١٦٤ وتاج التراجم رقم ١٣ والجواهر المضية ١/ ٩٣ والفوائد البهية للكنوى ١٧ وبروكلمان ٣/ ٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>